ترأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، القداس الاحتفالي بمناسبة عيد العذراء مريم سيدة فلسطين في دير رافات غربيّ القدس. شارك في القدّاس لفيف من الأساقفة والكهنة ومئات المسيحيين الذين جاؤوا من رعايا القدس والجليل، فيما لم يتمكن عدد كبير من مسيحيي الضفة الغربية من الحضور بسبب عدم حصولهم على التصاريح من السلطات الإسرائيلية.
في عظته، تحدث بيتسابالا عن دور المرأة الفاعل في تحقيق السلام. وأوضح: «المرأة في العهد الجديد، مريم العذراء، هي من جلبت السلام إلى العالم من خلال ولادتها ابنها يسوع المسيح. والمرأة الملتحفة بالشمس في سفر الرؤيا تتحدى الشر؛ لذا علينا أن ندرك أنّنا من دون هذه المرأة، العذراء مريم، سيدة فلسطين، لن نستطيع مجابهة الشرور والحروب».
وأكد بيتسابالا ضرورة التمسك بالإيمان والرجاء رغم الظروف الصعبة. وأضاف: «ربما لن تنتهي الحرب قريبًا. وحتى لو انتهت، فإنّ تداعياتها ستستمر. ورغم أنّنا نعيش في أقسى الظروف داخل الأراضي المقدسة، علينا أن نبقى مؤمنين وواثقين، مسلّمين أمرنا للآب السماوي، كما فعلت العذراء القديسة».
واختُتم القداس الاحتفالي بالمسيرة التقليدية، حيث جال المشاركون حول الدير حاملين تمثال العذراء مريم سيدة فلسطين. وكان من بين حاملي التمثال الطالبان أمير خمشتا ونبيل طوباسي، اللذان قدما مع مجموعة من طلاب مدرسة الفرير ومدرسة تراسنطا في القدس للمشاركة في الاحتفال.
وقال أمير: «شرف كبير لي أن أشارك في هذا التطواف وأنا أحمل تمثال العذراء. وسط الصلوات والترانيم، كنت أنظر إلى وجهها المرتفع، وكأنّها تنظر إليّ وتقول: أنت ابني، وأنا دائمًا أسير معك وأرافقك».
أما نبيل فشبّه حمل الخشبة التي وُضع عليها تمثال العذراء بحمل الصليب، قائلًا: «ذاك الثقل على كتفي ذكّرني بالصليب الثقيل الذي حمله يسوع. واليوم، نحن جميعًا نحمل صلبانًا ثقيلة: صليب الحرب وصليب الألم. لكننا مستمرون في حملها، لأنّنا نؤمن بأنّها ستقودنا إلى الخلاص والقيامة، وسنشهد على ذلك كما فعلت العذراء القديسة».
ومع وصول التطواف إلى نهايته، وأمام تمثال العذراء، تلا المؤمنون صلاة سيدة فلسطين، وجاء فيها: «نلتمس منكِ أن تلقي نظرة عطوفة على هذه البلاد الفلسطينية التي تخصّكِ أكثر من سائر البلاد، لأنكِ باركتِها بميلادكِ فيها وبفضائلكِ وأوجاعكِ. ومن هذه البلاد، منحتِ الفادي للعالم».