البابا فرنسيس يتحدث في مقابلته العامة مع المؤمنين عن سر التثبيت

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وتابع خلالها التأمل في حضور وعمل الروح القدس في حياة الكنيسة من خلال الأسرار، وقال إن عمل الروح القدس المقدِّس يصل إلينا قبل كل شيء من خلال كلمة الله والأسرار، متوقفًا اليوم في تعليمه الأسبوعي عند سر التثبيت.

وأشار الأب الأقدس إلى أنه في العهد الجديد، وبالإضافة إلى المعمودية بالماء، هناك إشارة إلى طقس آخر، هو وضْع الأيدي، وذكّر في هذا الصدد بما جاء في سفر أعمال الرسل. فبعد أن علموا أن البعض في السامرة قبلوا كلمة الله، أرسلوا بطرس ويوحنا من أورشليم “فَنَزلا وصَلَّيا مِن أَجْلِهم لِيَنالوا الرُّوحَ القُدُس، لأَنَّه لم يَكُنْ قد نَزَلَ بَعدُ على أَحدٍ مِنهم، بل كانوا قدِ اعتَمَدوا باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ فقط. فوَضَعا أَيدِيَهما علَيهم، فنالوا الرُّوحَ القُدُس” (أعمال الرسل ٨، ١٤ – ١٧). وتابع البابا فرنسيس مذكّرا أيضا بما كتبه القديس بولس في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس “وإِنَّ الَّذي يُثَبِّتُنا وإِيَّاكُم لِلمسيح والَّذي مَسَحَنا هو الله، وهو الَّذي خَتَمَنا بِخَتمِه وجَعَلَ في قُلوبِنا عُربونَ الرُّوح” (١، ٢١ – ٢٢).

وأراد قداسة البابا فرنسيس التوقف من ثم في مقابلته العامة مع المؤمنين عند ما جاء في التعليم المسيحي للبالغين الصادر عن مجلس أساقفة إيطاليا لتسليط الضوء على سر التثبيت. إن التثبيت هو لكل مؤمن ما كانت عليه العنصرة للكنيسة كلها… إن كانت المعمودية سر الولادة، فإن التثبيت هو سر النمو، ولذا فهو أيضا سر الشهادة لكونها مرتبطة ارتباطا وثيقا بنضج الحياة المسيحية. وتابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي مشددا على ضرورة العمل لكي يكون سر بداية مشاركة فعالة في حياة الكنيسة، وأشار إلى أنه في إطار الاستعداد لسر التثبيت، يمكن تلقّي المساعدة من مؤمنين علمانيين التقوا المسيح واختبروا خبرة الروح الحقيقية. وأضاف أنه بالتثبيت والمسحة، نلنا أيضا، كما يؤكد لنا بولس الرسول، عربون الروح، والذي يسمّيه “باكورة الروح” (روما ٨، ٢٣). وشدد الأب الأقدس بالتالي على ضرورة ألا ندفن تحت الأرض المواهب التي نلناها.

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس، ذكّر البابا فرنسيس بما قاله القديس بولس لتلميذه طيموتاوس “أُنَبِّهُكَ على أَن تُذَكِّيَ هِبَةَ اللهِ الَّتي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ” (٢ طيموتاوس ١، ٦)، وتابع مشيرا إلى أن الفِعل المُستخدم يقدّم صورة مَن ينفخ في النار لاذكاء لهيبها. وسلط البابا فرنسيس الضوء على هدف جميل للسنة اليوبيلية، وأشار بالتالي إلى أن نكون حاملي شعلة الروح، وقال ليساعدنا الروح القدس على القيام ببعض الخطوات في هذا الاتجاه!