تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس شارل بوروميه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. قدّيس عاش حياته في الصلاة وصنع أعمال الرحمة والوفاء للكنيسة حتّى الرمق الأخير.
أبصر شارل بوروميه النور في إيطاليا عام 1538. عيّنه عمه البابا بيوس الرابع كاردينالًا وانتُخب أسقفًا على مدينة ميلانو، فكان راعيًا حقيقيًّا لخراف المسيح ولاحتياجات كنيسته المقدّسة. وقد أظهر حماسًا في العمل لتطبيق ما ورد من إصلاحات في المجمع التريدنتيني (1545-1563). وساعده في تلك المهمّة القدّيس إغناطيوس دي لويولا مؤسّس الرهبنة اليسوعيّة، والقدّيس فيليب نيريه مؤسّس رهبنة الأوراتوريو.
وحين اجتاح وباء الطاعون المدينة وأودى بحياة كثيرين عام 1576، أسرع الأسقف من أجل مساعدة المرضى والفقراء. وأمام هذه الكارثة نذر بأن يذهب سيرًا على الأقدام إلى شامبيري حيث كان الكفن المعروف اليوم بـ«كفن تورينو»، في حال توقّف الطاعون في المدينة. فاستجاب الربّ لدعائه، وهكذا قرّر الوفاء بنذره. فبادر الدوق إيمانويل فيليبير دي سافوا، مالك الكفن آنذاك، بنقله من شامبيري البعيدة إلى تورينو القريبة، كي يجنّب الأسقف معاناة السفر، واعدًا بردّ الكفن إلى المدينة بعد أن يُنْجِز زيارته. لكنّ الدوق لم يتمكّن من ردّه، وبقي الكفن في تورينو حتّى اليوم.
تأثّر بهذا القدّيس جوزف شوفينيل مؤسّس راهبات الرحمة التي جعلت مبادئ شارل بوروميه محور رسالتها، وهي: الوفاء للكنيسة، والاستغراق في الدعاء، والرحمة بالفقراء والمرضى. وأخيرًا، رقد هذا القدّيس بعطر القداسة في مدينة ميلانو عام 1584. ورُفِعَ قدّيسًا على مذابح الربّ عام 1610.