روما في سباق مع الزمن لاستكمال تحضيرات عام اليوبيل

بعد أقل من 50 يومًا، سيفتتح البابا فرنسيس الباب المقدّس في بازيليك القديس بطرس، معلنًا بدء السنة اليوبيلية للعام 2025، وهو تقليد كاثوليكي يُحتفل به كل 25 سنة. من المتوقع أن تستقبل روما في خلال هذه السنة نحو 35 مليون حاج وزائر من مختلف أنحاء العالم. ولكن هل روما جاهزة لاستقبالهم؟

لاحظ الزوار الذين قصدوا روما العام الماضي أو في الوقت الحالي مشاهد غير معتادة. فقد انتشرت أعمال البناء والإصلاحات في كلّ زاوية تقريبًا من المدينة؛ بدءًا بالشوارع الرئيسة إلى الأزقة الصغيرة وحتى المواقع السياحية المحيطة بأهم المعالم الأثرية والتاريخية التي باتت محجوبة عن الأنظار بسبب السقالات والحواجز الموقتة. هذه الأعمال الكبيرة والمستمرة تجري ضمن التحضيرات المكثفة التي تبذلها روما لاستقبال السنة اليوبيلية المقبلة.

ولضمان إنجاز العمل في الوقت المحدد، لم تقتصر تلك الجهود على ساعات النهار، بل استمرت ليلًا أيضًا، ما أضفى على المدينة إيقاعًا من النشاط الدائم. وأبعد من مجرد تجديد الطرق، توسعت المشاريع لتشمل تحديثات واسعة في شبكة المترو والبنية التحتية، بهدف تحسين تجربة التنقل وتخفيف الضغط المتوقع على وسائل النقل العامة في خلال السنة اليوبيلية.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة والاستثمارات الضخمة التي توظّفها السلطات الإيطالية من أجل تحضير روما لاحتفالات السنة اليوبيلية، لم تكن النتائج على أرض الواقع كافية. فوفقًا لتقارير الإعلام الإيطالي، أربعة مشاريع فقط من أصل 204 انتهت حتى الآن، وهو رقم يعكس بطء وتيرة العمل ويشير إلى أنّ مشاريع كثيرة لن تكون جاهزة قبل بدء الاحتفالات، بل قد تستمر الأعمال لسنوات عدة أخرى بعد اليوبيل.

أحد الأسباب الرئيسة لهذا التأخير هو طبيعة روما الأثرية الفريدة؛ فكلّ زاوية من زوايا المدينة القديمة تخبئ تحت سطحها آثارًا تاريخية تعود إلى فترات زمنية متعددة. وفي أثناء أعمال الحفر والبناء، كثيرًا ما يعثر العمال على كنوز أثرية غير متوقعة تتطلب من السلطات اتخاذ تدابير خاصة لضمان الحفاظ عليها.

كما أنّهم يتعاملون مع بعض أهم الأعمال الفنية في العالم والتي يرغب ملايين السياح في رؤيتها. على سبيل المثال، تخضع نافورة تريفي الشهيرة في روما لأعمال ترميم كبيرة تتضمن تصريف المياه وتركيب حوض موقت للحفاظ على تقليد إلقاء العملات. وقد أثار هذا الإجراء ردود فعل متباينة بين الزوار والسكان المحلّيين، إذ أعرب بعضهم عن استيائهم من التغييرات التي طرأت على هذا المعلم التاريخي.