استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان فنيي وشركاء الـ “Fabbrica di San Pietro” وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أحييكم بامتنان، لأن زيارتكم تشهد على الاجتهاد الذي تبادرون به في مشاريع وتعاونات جديدة لصالح بازيليك القديس بطرس. إنَّ بيت الصلاة هذا لجميع الشعوب قد أوكل إلينا من قبل الذين سبقونا في الإيمان والخدمة الرسولية. لذلك فالعناية به هي عطيّة ومهمّة في الوقت عينه من الناحية الروحيّة والماديّة معًا، حتى من خلال أحدث التقنيات.
تابع البابا فرنسيس يقول هذه الأدوات تسائل إبداعنا ومسؤوليتنا بشكل خاص. لأنه يعتمد علينا الاستخدام الصحيح والبنّاء لإمكانيات مفيدة بالتأكيد، ولكنها متناقضة. يحدث أحيانًا أن تتغلب الأداة على الغرض الذي من المفترض أن تخدمه: فيبدو كما لو أن الإطار قد أصبح أكثر أهمية من الصورة. لذلك يجب علينا أن نحكم التكنولوجيا، متذكرين أن منتجاتها جيدة ليس فقط عندما تعمل بشكل جيد، ولكن وبشكل خاص عندما تساعدنا على النمو.
أضاف الأب الأقدس يقول ينطبق هذا المبدأ بشكل أكبر على بازيليك القديس بطرس والتدخلات المختلفة التي تتطلبها، لكي تكون لجميع الزوار مكانًا حيًا للإيمان والتاريخ، ومسكنًا مضيافًا، وهيكلًا للقاء مع الله ومع الإخوة والأخوات الذين يأتون إلى روما من جميع أنحاء العالم. يجب أن يشعر الجميع، بأنهم مقبولون في هذا البيت الكبير: المؤمن والذي يبحث عن الإيمان؛ الذي يأتي للتأمل في الجمال الفني لروما والذي يريد أن يفك رموزها الثقافية.
في هذا السياق تابع الحبر الأعظم يقول نتذكر أن النواة الأصلية للبازيليك هي قبر القديس بطرس، التلميذ الذي اختاره الرب يسوع كالأول بين الرسل وأوكله مفاتيح ملكوت السماوات؛ وهذا ما تشهد عليه النقوش اليونانية واللاتينية الضخمة التي ترافق المؤمنين من فوق مذبح كرسي بطرس. كذلك يجب أن يكون للأعمال المخطط لها الهدف عينه: مرافقة رجال ونساء اليوم؛ ودعم مسيرتهم كتلاميذ، على مثال سمعان بطرس. لذلك، أودّ أن أترك لكم ثلاثة معايير لتوجيه عملكم: إصغاء الصلاة، ونظرة الإيمان، ولمسة الحجاج. لترتّب هذه الحواس، الجسدية والروحية في آن معاً، بذكاء المبادرات التي عليكم القيام بها.
أضاف الأب الأقدس يقول أولاً، إصغاء الصلاة: أشجع التزام الـ “Fabbrica di San Pietro” والمتعاونين معها في اعتماد التقنيات التي لا تشجع فقط المشاركة التفاعلية للأشخاص، وإنما وبشكل خاص وعيهم بالمكان المقدس، الذي هو فسحة للتأمل. ثانيًا، نظرة الإيمان، لاستخدام أحدث الأدوات بأسلوب إرسالي، وليس سياحي، بدون البحث عن جاذبية المؤثرات الخاصة، وإنما من خلال الاستثمار في وسائل جديدة لسرد إيمان الكنيسة والثقافة التي صاغتها. وأخيرًا، لمسة الحجاج: على مر القرون، وُضع الفن النحتي والتصويري والمعماري في خدمة شعب الله باستخدام أفضل التقنيات في ذلك الوقت. لقد عمل أسلافنا بشكل رائع! وبالتالي ليكن كل مشروع جديد في استمرارية مع الهدف الرعوي عينه. وهناك عمل فني آخر يتم في البازيليك، وهو عمل المعرِّفين الخفي: من فضلكم، ليكن المعرفون دائمًا في متناول اليد. لأن الناس يأتون، وقد يشعرون بشيء، حتى غير المسيحيين، فيقتربون لطلب بركة، أو أي شيء آخر… في هذا العالم الجميل والمليء بالفن، هناك أيضًا فن التواصل الشخصي… من فضلكم، قولوا للمعرِّفين أن يغفروا كل شيء! هذا ما يريده الرب، وليس تقديم المواعظ. اغفروا، ولا تكثروا من الوعظ، قولوا بضع الكلمات إذا لزم الأمر، ولكن اغفروا، لا ينبغي أن يبقى أحد خارجًا. وحتى غير المسيحيين، يقول لي المعرِّفون، يقتربون لطلب البركة. امنحوا البركة دائمًا للجميع، وامنحوا المغفرة للذين يريدون أن يعترفوا. وخلص البابا فرنسيس إلى القول أشكركم على روح المبادرة الذي تعملون به. ومن قلبي أبارككم جميعًا وأبارك عملكم. وأسألكم من فضلكم أن تصلوا من أجلي.