لماذا نصوم للميلاد بقلم الأب فادي هلسا

لماذا نصوم للميلاد بقلم الأب فادي هلسا
نسمع كلاما من هنا وهناك . وعندما يبدأ صوم الميلاد تبدأ العثرات للمؤمنين الصائمين . وينشط الهراطقة والكسالى لكي يعثروا المؤمنين .
لماذا نصوم للميلاد . إنه عيد فرح . ولادة طفل . بدء مسيرة خلاص مفرحة . لماذا الصوم ؟ ما فائدته ؟
بادئ ذي بدء نقول لقد رتبت الكنيسة صوم الميلاد وجربه الآباء والرهبان على أنفسهم أولا وهم قد لمسوا فيه فائدة روحية عميقة لمن يرغب بالنمو في النعمة والقامة وتهذيب النفس وقرن الصلاة بالصوم .
عندما نصوم بانتظار الميلاد لن نستقبل الميلاد كما يستقبله العالم فالعالم يستقبل الميلاد بفرح العالم الفاني سُكر مآدب باذخة هدايا أطفال ثمينة خمر ولعب وأكل وتخمة وزيارات اجتماعية وملابس نظيفة مرتبة . شجرة عيد زاهية ترف وبذخ وكبرياء .
المؤمن يستقبل الميلاد في قلبه بعد أن نقاه بالصوم والصلاة . المؤمن الصائم لا يشتهي طعاما أو شرابا بعد الصوم ويمكن أن يأكل أي شيء .
الصائم يستقبل الميلاد بقلب نقي . ليلة الميلاد يقضيها بالكنيسة لكي يستقبل المولود قربانا يعطي قلبه الملء والدفء والنور . لم يذكر البشيرون الأربعة أن الرعاة ذبحوا من أغنامهم أمام المغارة ولم يشتر المجوس طعاما لأهل المغارة لقد قدم الجميع هدايا القلب ذبائح حية روحية والرب لا يريد في ميلاده ذبائح ولا قرابين كقرابين قايين فالمزمور الخمسين يقول :
( لأنك لو أردت الذبيحة لكنت الآن أعطي لكنك لا تسر بالمحرقات ) ويقول : ( الذبيحة لله روح منسحق القلب المتواضع لا يرذله الله ) .
ويقول الرب في سفر الأمثال : ( يا ابني اعطني قلبك ) .
ولأجل الآية الأخيرة نصوم للميلاد .
نريد تقديم قلوبنا للمولود نريد تقديمها بكل ما فيها سوادا لينقيه أو بياضا ليزيده ضياء ولمعانا هو يستطيع كل شيء فغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله .
والرب المولود يفرح بالقلب المحروق بالصوم والمعطر ببخور الصلاة فهو سيولد فيه ويملأه للتمام .
هنالك طريقتان لاستقبال الطفل الإلهي لا ثالث لهما :
1- على طريقة هيرودس قاتل الأطفال دموي الطباع
2- طريقة الرعاة والمجوس وأهل مصر الطيبين اللذين استقبلوه بما يستحق من إكرام .
هيرودس من قصره ومن بين قواد جيشه ومآدبه الفخمة قتل الأطفال لكن الرعاة والمجوس وأهل مصر فرشوا القلوب تحت قدميه وزاره من زاره في المغارة آخذين بركة عميقة للسجود له .
لأجل كل هذا نصوم الميلاد .
صوم الميلاد صوم خفيف لا انقطاع فيه ومسموح فيه بأكل السمك لأنه صوم فرح وبهجة .
هل نصوم وقت الفرح ؟
نعم نصوم وقت الفرح فقدوتنا في هذا ربنا وسيدنا ومعلمنا يسوع المسيح الذي أسبق بشارته المفرحة وقدسها بالصوم .
والمؤمن كل عمل صالح يسبقه بالصوم وقبل كل فرح يصوم لكي يكون فرحه مقدسا بالصلاة والصوم .
لا يصغ المؤمن للهراطقة والكسالى والبعيدين عن الكنيسة إنه يطيع الوصية فوصايا الكنيسة ملزمة له .
أتمناه للجميع صوما مباركا مقدسا ومقبولا عند الله والرب يحفظ حياتكم بشفاعة والدة الإله وجميع القديسين آمين .