بين الشرق والغرب… إرث ريتشي يواكب قضايا اليوم

تحت عنوان «ماتيو ريتشي: إرث من الصداقة والحوار والسلام»، استضافت الجامعة الحبرية الغريغورية أمس يومًا دراسيًّا دوليًّا يسلط الضوء على إرث هذا المرسَل اليسوعي البارز. وقد وصفه أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في خلال مشاركته في الحدث بأنّه شخصية مرجعية في مجمل مسيرة الحوار مع الصين.

كما شارك في اليوم الدراسيّ الكاردينال ستيفن تشاو أسقف هونغ كونغ، والأب أرتورو سوسا الرئيس العام للرهبنة اليسوعية، إلى جانب نخبة من الباحثين المتخصصين. وتضمّن الحدث جلسة افتتاحية تناولت رؤى عامة حول الموضوع ومداخلات متخصصة قدمها علماء في الدراسات الصينية وخبراء في سيرة ريتشي بهدف تقديم رؤية شاملة ومتعددة الزوايا حول هذا المرسَل.

من هو ماتيو ريتشي؟

وُلد في مدينة ماتشيراتا الإيطالية عام 1552، وامتد نشاطه حتى وفاته في بكين الصينية عام 1610. يُعدّ من أبرز شخصيات تاريخ الإرساليات اليسوعية، إذ كان أول يسوعي يدخل الصين محقّقًا حلم القديس فرنسيس كسفاريوس. وصل إلى بكين وأسّس حضورًا للكنيسة في الصين. تميّز بمعرفته العميقة في اللغة والثقافة الصينيّتَين، وبنى جسور صداقة متينة مع علماء الكونفوشيوسية في زمنه، ما جعله نموذجًا رائدًا لتجسيد الإنجيل داخل الثقافات المختلفة وتعزيز التفاهم بين الحضارات الشرقية والغربية.

وفي العام 2022، وافق البابا فرنسيس على مراسيم صادرة عن دائرة دعاوى القديسين تتعلق بالفضائل البطولية لخادم الله ماتيو ريتشي كخطوة نحو تطويبه.

إرث حيّ لحوار الثقافات

في ظل الدور المتزايد للصين على الساحة العالمية والتحديات التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية الصينية، والعلاقات بين الكرسي الرسولي وحكومة بكين، تبرز أهمية دراسة شخصية ماتيو ريتشي وإرثه. وشدّد بارولين على دوره كجسر بين الثقافة الغربية والصينية، وعلى جهوده الكبيرة في تجسيد الإيمان داخل الثقافة المحلّية.

وأردف: «يُظهر ريشي، باستخدام صيغة نعتمدها اليوم ولكنّ جوهرها كان حاضرًا في زمنه، أن لا أي تناقض بين أن يكون الشخص صينيًّا أصيلًا ومواطنًا صالحًا وبين أن يكون مسيحيًّا. بل على العكس، فإنّ الإنجيل يحيي الثقافة الصينية من الداخل. هذا التعليم العظيم الذي تركه ماتيو ريتشي يواصِل إلهامنا حتى اليوم».