كشف الأنبا عمانوئيل عيّاد، مطران أبرشية طيبة المصرية للأقباط الكاثوليك في حديث إلى «آسي مينا» عن تقديمه أمس طلبًا رسميًّا إلى الجهات المسؤولة من أجل الموافقة على إقامة الصلوات في فناء الكنيسة. يأتي ذلك بعد تعرُّض كنيسة السيدة العذراء في قرية المريس المصرية في وقت سابق إلى عمليات نهب وسرقة وتدمير.
على الرغم من مشاعر الأسى، وفي تعبير عن قوة الإيمان والتمسك بالرجاء، احتفلت الرعية يوم الجمعة الماضي بقداسها الأول على أنقاض الكنيسة. وترأس الذبيحة الإلهيّة راعي الكنيسة الأب بولس فاروق، تبعه قدّاس آخر أمس الأول ترأسه الأنبا عيّاد بمشاركة مطران أبرشية أسيوط للأقباط الكاثوليك الأنبا دانيال لطفي وحضور حشد من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.
وعن أسباب الاعتداء على الكنيسة شرح عيّاد: «إنّه نوع من الهيمنة والغطرسة ورغبة من رئيس جمعية “مفتاح الحياة” في إحكام سيطرته على المكان برمته (الكنيسة والمدرسة)، معتمدًا على حصانة زوجته كونها عضوة في مجلس النواب، وعلى الأموال التي يضخّها لبعض الأشخاص المحيطين به».
وأكد عيّاد أنّ ما حصل يُعدّ سابقة في تاريخ الكنيسة المصرية. وأضاف: «لم أسمع يومًا أنّ إنسانًا مسيحيًّا أقدم على هدم كنيسة في مصر أو حتى في أي دولة أخرى في العالم. ففي أسوأ فترات مصر، تمثّلت اعتداءات الجهات المتطرفة في حرق الكنائس، من غير تجرؤ أحد على هدمها. هي صدمة لنا خصوصًا أنّ من أقدم على هذا الفعل تربّى في كنف الكنيسة الكاثوليكية منذ نعومة أظفاره».
وأردف: «استهجن الناس ما حصل، وهناك حالة من الغضب الشديد ضد الفاعل تحول دون تمكنه من دخول القرية مجدّدًا. وهذا الاستياء ليس من المسيحيين فحسب بل من المسلمين أيضًا، كونهم متضامنين معنا».
وأشار عيّاد إلى أنّ الكنيسة لن تتهاون في حق كلٍّ من الربّ والشعب، وهو ما شدّد عليه في أثناء كلمته أمام جموع المؤمنين. كما أكّد مواصلة الكنيسة الدفاع عن قضيتها إلى أن ينال المذنب الجزاء العادل، بالتزامن مع عملية إعادة البناء المراد إنجازها في أسرع وقت ممكن.
يُذكر أنّ المريس تُعدّ واحدة من أقدم القرى المصرية، وتضم أحد أكبر التجمعات السكنية القروية في محافظة الأقصر جنوبي البلاد. ويبلغ عدد مسيحييها الإجمالي 1200، قرابة 200 منهم من الأقباط الكاثوليك.