زيارة الكاردينال بيتسابالا إلى المملكة المتحدة: “مستقبل الأرض المقدسة في يد الودعاء”

زار غِبْطَةُ الكاردينالِ بِييرباتيستا بيتسابالا، بَطْرِيَرْكُ القُدْسِ لِلَّاتِينِ، المملكةَ المتحدةَ في الفترةِ من 27 تشرينَ الثانيِ إلى 2 كانونَ الأولِ 2024، للاحتفالِ بالذكرى السبعينَ لتأسيسِ جمعيةِ فرسانِ القبرِ المقدسِ في إنجلترا وويلز، وللتعبيرِ عن خبرتِهِ في خدمةِ كنيسةِ القدسِ وحولَ الأوضاعِ الراهنةِ في الأرضِ المقدسةِ.

بدأت زيارتُهُ بلقاءٍ خاصٍّ في قَصْرِ ويستمنستر، مقرِّ البرلمانِ البريطاني، بتنظيمٍ من مؤتمرِ أساقفةِ الكنيسةِ الكاثوليكيةِ، حيثُ التقى غِبْطَتُهُ بكلٍّ من الكاردينالِ فِينسنت نيكولز، والكاردينالِ جاستين ويلبي، رئيسي أَساقفةِ وستمنستر وكانتربري، وعددٍ من أعضاءِ البرلمانِ والمسؤولينَ الحكوميينَ، بالإضافةِ إلى مُمَثِّلِي الجمعياتِ الخيريةِ العاملةِ في الأرضِ المقدسةِ. كما حضرَ اللقاءَ عددٌ من الشخصياتِ المَسْكونيَّةِ ومُمَثِّلُونَ عن حوارِ الأديانِ.

خلالَ اللقاءِ، تحدَّثَ غِبْطَتُهُ عن الواقعِ المأساويِّ الذي تُعانِي منه الأرضُ المقدسةُ، مُشَدِّدًا على أهميةِ مقاومةِ اليأسِ وضرورةِ إحياءِ الإيمانِ والرجاءِ، قائلًا: “الأملُ يولَدُ من الإيمانِ”، داعيًا الجميعَ إلى ضرورةِ الحراكِ السريعِ والمُنَظَّمِ في وجهِ التحدياتِ الحاليةِ. أشارَ غِبْطَتُهُ إلى الدمارِ الذي خَلَّفَتْهُ الحربُ القائمةُ، ولكنه أبدى تفاؤلَهُ حولَ تغييرٍ جَوْهَرِيٍّ يَقُودُهُ مجموعةٌ من الناسِ على المستوى الشعبيِّ، مُشيرًا إلى أنَّ: “الكثيرَ من الناسِ، وليس فقطِ الشبابَ، يَشْعُرونَ أن الوقتَ قد حانَ للقيامِ بتغييرٍ جَذْرِيٍّ، ولا يمكنُنا العودةُ إلى الوضعِ السابقِ”.

كما زارَ غِبْطَتُهُ جمعيةَ فرسانِ مالطا الكبرى في بريطانيا، حيثُ التقى بالأعضاءِ وشاركَهُمُ الصلاةَ المسائيةَ.

ثُمَّ التقى بأساقفةِ إنجلترا وويلز وشاركَ في مؤتمرٍ خاصٍّ بالأرضِ المقدسةِ، وهي مبادرةٌ طويلةُ الأمدِ تدعمُ الكنيسةَ المحليةَ في الأرضِ المقدسةِ. في المساءِ، حضرَ صلاةَ عشيةِ احتفالاتِ الذكرى السبعينَ لتأسيسِ جمعيةِ فرسانِ وسيداتِ القبرِ المقدسِ في إنجلترا وويلز.

في اليومِ التالي، 30 تشرينَ الثانيِ، ترأسَ غِبْطَتُهُ مراسمَ تَنْصيبِ فرسانِ وسيداتِ القبرِ المقدسِ الجُدُدِ في كاتدرائيةِ القديسِ جورج في ساوثوورك، إلى جانبِ الحاكمِ الأعلى لفرسانِ إنجلترا. وفي عِظَتِهِ، تحدَّثَ عن مستقبلِ الأرضِ المقدسةِ الذي سيكونُ في يدِ “الودعاءِ”، أولئكَ الذينَ يخدمونَ الآخرينَ رغمَ الاضطهادِ، ويعملونَ بجدٍّ لبناءِ روابطِ المحبةِ بينَ الجماعاتِ المختلفةِ.

” أنا على قناعةٍ بأنَّ مستقبلَ الأرضِ المقدسةِ لن تُقَرِّرَهُ القوى السياسيةُ والاجتماعيةُ والاقتصاديةُ الكبيرةُ، بل هؤلاءِ الصِّغارُ، أي الودعاءُ… يومًا بعدَ يومٍ، وعلى الرغمِ من كلِّ شيءٍ، سيَبْنُونَ علاقاتِ محبةٍ في عائلاتِهِمْ، وفي مجتمعاتِهِمْ، وفي كنائسِهِمْ، مُؤْمِنِينَ أنَّهُم ليسوا هناكَ لإظهارِ قُوَّتِهِمْ، بل لأنَّ اللهَ أرادَهُم هُنا ليَبْنُوا ملكوتَ اللهِ بالتعاونِ معَ غيرِهِمْ” – من أقوال غبطة الكاردينال.
اختتمَت زيارةُ الكاردينالِ في الأولِ من كانونَ الأولِ، مُحْتَفِلًا بالقداسِ الإلهيِّ، الأحدِ الأولِ للمجيءِ، في كاتدرائيةِ وستمنستر في لندن، وفي كاتدرائيةِ سانت ماري في إدنبرة، حيثُ التقى برئيسِ الأساقفةِ ليو كوشلي. وفي عِظَتِهِ، ذكرَ غِبْطَتُهُ أنَّ الربَّ يدعونا إلى أنْ نكونَ يقظينَ ومُترَقِّبينَ من خلالِ الصلاةِ، لنَثْبُتَ في مواجهةِ الاضطراباتِ. وقالَ: “الصلاةُ هي السبيلُ للبقاءِ ثابتينَ، معَ قلوبٍ مرفوعةٍ نحوَ السماءِ، مُنْتَظِرِينَ تَدَخُّلَ اللهِ في أصعبِ اللحظاتِ”. وأكَّدَ على أنَّ السلامَ الدائمَ في الأرضِ المقدسةِ لا يتحقَّقُ إلا بفضلِ يسوعَ، “أميرِ السلامِ”، داعيًا الجميعَ للصلاةِ بروحٍ واحدةٍ كي تتقاربَ القلوبُ معَ محبةِ اللهِ ورحمتِهِ.