بعد 5 أعوام على حريق سنة 2019 الذي كاد يقضي على كاتدرائيّة نوتردام، عاد إكليل شوك يسوع (أحد كنوز الكاترائيّة الأكثر تكريماً) إلى دياره. في التفاصيل، وبتاريخ 13 كانون الأوّل، أُعيدَ إكليل الشّوك إلى مذخر معاصر جديد، طابِعاً بذلك لحظات إيمان وصمود وتجدّد، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت. إنّ إكليل الشّوك، الذي وُضع على رأس يسوع خلال صلبه، شكّل موضع احتفال ليتورجيّ ترأسه المونسنيور لوران أولريتش رئيس أساقفة باريس، بمشاركة مؤمنين.
وقد أعلن أولريتش: “نحن هنا لمرافقة إكليل الشّوك المقدّس إلى منزله الجديد”، مع العِلم أنّ الذخيرة الثمينة، وهي دائرة من القصب منسوجة بخيط ذهبي، عبرت قروناً من التاريخ، وقد تمّ الاحتفاظ بها في خزنة في فندق باريس، تحت عيون رئيسة البلديّة آن هيدالغو.
والآن، إكليل الشّوك موضوع في مذخر معاصر يجمع ما بين التقليد والعصريّة. وإذ تصوّر فكرته المهندس سيلفان دوبويسون Sylvain Dubuisson فيما عمل على صنعه حرفيّو Fondation de Coubertin، يبلغ ارتفاعه 3 أمتار ويتألّف مِن قاعدة رخاميّة تضمّ أحد المسامير وقطعة خشب من الصّليب، فيما إكليل الشّوك في الوسط. أمّا النموذج الكامل فموجود في إطار معدني دائري مُزيّن بمئات البلّورات العاكِسة للضوء، ضمن رمزيّة تُعيدنا إلى الصِلة بين الآلام والخلاص. كما وأنّ البلّورات تنشر الضوء في كلّ الاتّجاهات، ممّا يخلق وهجاً مُشِعّاً يجذب العين والروح نحو الإكليل.
في سياق متّصل، شكّلت عودة إكليل الشّوك جزءاً من احتفالات طبعت إعادة افتتاح كاتدرائيّة نوتردام. إنّ عودة الإكليل رمز للرّجاء، وهي تدعونا إلى الاتّضاع والوحدة، فيما عودتها تُذكّرنا بأنّه يمكن إعادة إحياء الدمار والجمال والإيمان.