قالت برونيتي إن قرار البابا هذا يسلط الضوء على النشاط الذي يقوم به عناصر الشرطة والقيمون على السجون، وهو ليس مجرد مهنة إنما دعوة والتزام في رسالة الرحمة والرجاء. وشاءت أن توجه كلمة شكر إلى الحبر الأعظم على اهتمامه المستمر بأوضاع السجون والتي وضعها في محور الرحمة، وأضافت أنه بفضل البابا يشعر الشرطيون أنهم معنيون بمشروع الرجاء والذي سيشهد زخماً كبيراً خلال اليوبيل المقبل.بعدها توقفت عند شعار شرطة السجون في إيطاليا “واجبنا هو ضمان الأمل”، مؤكدة أن هذه العبارات تتماشى تماماً مع روح السنة المقدسة التي سُتفتتح خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصا مع فتح البابا فرنسيس باب اليوبيل في سجن ريبيبيا في السادس والعشرين من كانون الأول ديسمبر الجاري. وأشارت برونيتي إلى أن السجناء هم غالباً رجال ونساء لم يختبروا الحنان في حياتهم، أو لم ينالوا الأمل إطلاقاً. من هذا المنطلق – مضت تقول – يتمثل واجبنا في منح الأمل والرجاء إلى المجتمع خارج السجن عندما ينخرط فيه مجدداً سجناء سابقون أصبحوا أشخاصاً مختلفين، وتمت إعادة تأهيلهم. وأضافت أن الأمل هو مشروع للمستقبل، لكن يتم بناؤه بدءا من الحاضر، موضحة أن شفيع شرطة السجون في إيطاليا هو القديس Basilide شهيد الإيمان المعلن والمعاش، وصولا إلى حد التضحية بالذات، كما أن شعار هذا الجهاز هو الشعلة التي ترمز إلى الأمل والرحمة، ويُغديها الالتزام اليومي لعناصر شرطة السجون.في سياق حديثها عن العلاقة بين الرأي العام والسجن، شددت برونيتي على ضرورة تخطي الأحكام المسبقة، موضحة أن هذه الممارسات تُترك خارج جدران السجن، لكي يتمكن النزلاء من استعادة ثقتهم بأنفسهم. وبهذه الطريقة فقط نتمكن من حمل الأمل الذي نتحدث عنه إلى الأشخاص المحتاجين إليه. وأكدت أن عناصر شرطة السجون ليسوا بعيدين كل البعد عن المعاناة والمشاكل التي يعيشها السجناء، حتى أن ظاهرة الانتحار لم توفّر وللأسف النزلاء وعناصر الشرطة على حد سواء.لم تخلُ كلمات برونيتي من الحديث عن أهمية أن يحتفظ الشرطيون والقيمون على هذا العمل الحساس والنبيل بالابتسامة على وجوههم، على الرغم من الألم والضغوط التي يتعرضون لها. وقالت: ثمة حاجة إلى روح الرسالة، ومشاعر الإنسانية والجهوزية لمساعدة الآخرين ودعمهم في محنتهم. وتوجهت إلى الشبان والشابات الراغبين في الالتحاق بهذا السلك مسلطة الضوء على هذا العمل النبيل، وأكدت أنها فرصة لتحقيق قيم الاحترام والشجاعة، لأن مسألة الاهتمام الآخرين تتطلب شجاعة كبيرة. وهذه طريقة تساعد المرء في التغلب على هشاشته الشخصية وفي مساعدة الآخرين.في السياق نفسه وتعليقاً على زيارة البابا المرتقبة كان لموقعنا حديث مع مرشد سجن ريبيبيا الأب لوشو بولدرين الذي أكد أن النزلاء ينتظرون قدوم البابا بفرح، وهم يشعرون بقربه منهم، على الرغم من الحاجز القائم بينهم وبين المجتمع. ولفت إلى أنه على الرغم من المشكل الموجودة شأن اكتظاظ السجون والشعور بالوحدة، يتم السعي – من خلال الإيمان والعمل – إلى محاربة اللامبالاة والاعتناء بالآخرين. وشدد بولدرين على ضرورة أن يستمر روح الزيارة طوال العام مشجعاً مشردي السجون على أن يكونوا مستعدين دائما لتلبية الاحتياجات الروحية للسجناء. |