طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي من دار سانتا مارتا في الفاتيكان الصلاة من أجل أن يتوقّف إطلاق النار في عيد الميلاد المجيد على مختلف جبهات الحرب: في أوكرانيا والأراضي المقدّسة والشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.
وأكّد الحبر الأعظم أنّه يفكر بألم في غزة وفي الأطفال الذين يستهدَفون بالرصاص، وفي قصف المدارس والمستشفيات. وعلّق: «كم هي قاسية هذه المشاهد».
وككلّ عام، بارك البابا تماثيل الطفل يسوع، قائلًا: «أبارككم من كلّ قلبي، أنتم وأهاليكم وأجدادكم وعائلاتكم! من فضلكم، لا تنسوا أجدادكم! لا ينبغي أن يبقى أحد وحيدًا في هذه الأيّام».
وشرح فرنسيس قبل الصلاة إنجيل اليوم حيث زارت مريم، بعد بشارة الملاك، أليصابات قريبتها المسنّة (لوقا 1، 39-45) التي كانت تنتظر مولودًا. وتابع: «كلتاهما لديها كثير ممّا يولّد الفرح، وقد نشعر أحيانًا بأنّهما بعيدتان عنّا، كشخصيات ارتبطت بمعجزات عظيمة لا تحدث عادة في تجربتنا اليومية. لكنّ الرسالة التي يريد الإنجيلي أن ينقلها إلينا، قبل أيام قليلة من الميلاد تحمل معنى مختلفًا».
وأضاف أنّ التأمل في العلامات العجيبة لعمل الله الخلاصي لا ينبغي أن يجعلنا نشعر ببُعد الله عنا، بل يساعدنا في التعرّف إلى حضوره ومحبّته القريبة منّا، مثلما نراه في عطية كلّ حياة، وكلّ طفل يُحمل في أحشاء أمّه.
وزاد الأب الأقدس: «هنا في الساحة، أرى أمّهات مع أطفالهنّ، وربما توجد بينهنّ من هي في انتظارٍ سعيد. من فضلكم، لا تتجاهلوا وجودهنّ، بل لنتعلّم أن نتأمّل جمالهنّ. وكما فعلت أليصابات ومريم، فلنبارك الأمّهات ونمجّد الله على معجزة الحياة». ودعا فرنسيس إلى التعبير عن مشاعر الفرح عندما نقابل أمًّا تحمل طفلها بين ذراعيها أو في أحشائها، والصلاة من أجلها: «مباركة أنتِ بين النساء ومبارك ثمرة بطنك».
ثمّ طلب البابا من المؤمنين التساؤل: هل أشكر الربّ لأنّه صار إنسانًا مثلنا، ليشاركنا كلّ شيء ما عدا الخطيئة؟ هل أمجّده وأباركه من أجل كلّ طفل يولد؟ هل أدعم وأدافع عن قدسية حياة الصغار منذ لحظة تكوينهم في الرحم؟
يُذكر أنّ فرنسيس تحدّث أيضًا عن العواقب المدمّرة لحرب غزّة يوم السبت، معربًا عن حزنه العميق إزاء قصف الأطفال في القطاع يوم الجمعة الماضي. وقال: «هذه قسوة. هذه ليست حربًا. أريد أن أقول ذلك لأنه يمسّ القلب». كما أشار إلى أنّ الضربات الجويّة الإسرائيليّة منعت الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين في الأراضي المقدّسة، من دخول غزة. وقال في خلال حديثه مع أعضاء الكوريا الرومانيّة: «أمس لم يُسمح للبطريرك بالدخول إلى غزة، كما كان قد وُعِد بذلك».