بالصور: هدية رفيق الحريري إلى يوحنّا بولس الثاني ضمن «أيقونات رجاء» في روما

إن قصدت اليوم ساحة نافونا في العاصمة الإيطاليّة روما ستقع على سوق ميلاديّ يضجّ بمحاله وبالمشاركين فيه. لكن في سكرستيّا كنيسة القدّيسة أغنيس في أغوني الملاصقة للساحة، «أيقونات رجاء» تزرع الصمت والسلام في قلوب متأمّليها.

بمبادرة من دائرة الأنجلة الفاتيكانيّة وبالتنسيق مع حاكميّة حاضرة الفاتيكان وبمناسبة يوبيل 2025، عُرِضت أيقونات فريدة ونادرة من مجموعة خاصّة بمتاحف الفاتيكان، قُدّمت إلى البابوات أو اشتُريت على مرّ القرون. وقد اختيرت تلك التي تعكس حالة الحجّ المسيحيّ عبر العصور كي تستقبل المؤمنين الوافدين من مختلف أقطار العالم إلى المدينة الخالدة للمشاركة في سنة اليوبيل.

من «اللاهوت الملوّن» المعروض، هديّة من رئيس الحكومة اللبنانيّة الراحل رفيق الحريري إلى القدّيس يوحنّا بولس الثاني في خلال زيارته الأب الأقدس يوم 26 أبريل/نيسان 1993. كُتِبَت هذه الأيقونة في روسيا بعد العام 1881 وتضمّ 144 رسمة للسيّدة العذراء والطفل يسوع. ويعكس هذا العمل أنماط الأيقونات المختلفة المكتوبة في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا واليونان وبلدان البلقان.

كما تظهر فيها نُسخ من صور عجائبيّة مرتبطة بالتقليد الكاثوليكيّ في مزارات تحتضنها أوروبا الوسطى والغربيّة. فتختزل هديّة الحريري بذلك قصّة ألفي سنة من تاريخ الفنّ المقدّس المسيحيّ العالميّ. وتعكس حالة المؤمنين المنطلقين عبر العصور إلى المزارات المريميّة مصلّين خاشعين.

كما وُضِعَت صور مقدّسة أخرى كُتِبَت بين القرنَيْن الخامس عشر والعشرين. منها أُنجزَ في العالم السلافيّ واليونانيّ والرومانيّ والشرق أوسطيّ أو بحسب المدرسة الإيطاليّة-الكريتيّة. فيستطيع الحاجّ الآتي إلى مدينة اليوبيل أن يجد جذوره الثقافيّة والوطنيّة حاضرة لاستقباله في الأيقونات المدعوّة في تاريخ الروحانيّة «الشبابيك المطلّة على الأبديّة».

وللكنيسة والسكرستيّا اللتين تحتضنان المعرض قصّتهما المميّزة. ففي مكان إقامة الكنيسة استُشهِدَت القديسة أغنيس عن عمر 13 سنة عام 305 في خلال اضطهاد الإمبراطور ديوكلتيانوس المسيحيّين. أمّا السكرستيّا فبُنيَت بين عامَي 1658 و1666 بحسب تصميمٍ وضعه الفنّان الشهير فرانشيسكو بورّوميني.

من هذه «الصور المنظورة الكاشفة لغير المنظور»، أيقونة للقدّيس سمعان العمودي تذكِّر بجزء من تاريخ سوريا العريق بالروحانيّة المسيحيّة. فالقدّيس المذكور كان أوّل من اعتلى عمودًا للتقشّف والصلاة في القرن الخامس جاذبًا الحجّاج من جميع أقطار الإمبراطوريّة الرومانيّة للاسترشاد به.