الخيرُ والشّر بقلم القس سامر عازر
أسئلة كثيرة في الحياة يصعب الإجابة عليها مهما بحثنا عنها في مختلف العلوم والتخصصات ومهما اجتهدنا أن نجد تفسيرا لها، وإحدى هذه التساؤلات والإختبارات حول وجود الشر في العالم وانتشاره لدرجة محاولته خنق الحياة بعطائها، بجمالها، بتقدمها، بإنجازاتها، ببهائها، حتى أنه أي الشّر يشكل التحدي الأكبر في الحياة لكّل إنسان ساعٍ لزرع بذور الحياة والعمل الطيب والخير في العالم.
هذه حقيقة وواقع الحياة التي أراد السيد المسيح أن يعلمنا إياها لكي لا نصاب بخيبة أمل أو حالة إحباط أو قنوط بل أن نقبل التحدي فلا تضعف أو تستكين نفوسُنا، فالشر أبدا ليس من صنع الله لكَّنه من عمل إبليس أي الشيطان، عدو الخير وعدو النجاح وعدو كل عمل صالح، فحينما تكون كلمة الحياة يعمل عدو الحياة ليزرع الخوف والشك والإحباط والفشل والفتور، فيعمل خلسة الظلام حيث يكون الناس نيام، فيزرعَ بين الناس وبين الإخوة والأشقّاء شر الفرقة والإنقسام والنميمة والحسد ليفسدَ كلَّ وفاقٍ ويشّوهَ كلَّ جميل ويبدِّدَ كلَّ مساعي الخير التي أراد الله زرعها في قلب الإنسان، هذا القلب الذي وجبَ أنْ يمتلأ من نعمة الإيمان والقوة والشجاعة بإكمال مسيرة الحياة والنمو مهما انتشر حوله الشر والفساد، فصاحبُ الحقل نفسه يعرف من يتسلّلَ في حلكة الظلام ويزرعَ الزوان، ولكن في الوقت المناسب سيأمر بجمعه وبحرقه وهو نفسه سيتدبر أمر إبليس، ولكن يحرص أن لا يؤذي ذلك الزوان الحنطةَ الجيدةَ بل يحرص أن يقويها ويثبتها لتعطي ثمرها رغم ما قد تتعرض له من مضايقات تضر بها وتحاول النيل منها.
فهذا المثل، مثل الحنطة والزوان هو حقيقة واقع الحياة من غير قناع، فالشر هو عدو الحياة وعدو النجاح وعدو الخير، ودائما موجود من حولنا، والأخطر عندما يقدر أن يتسلل إلى داخل أفكارنا وقلوبنا ويقتل فينا أي عمل صالح ويبدد كل نجاح أو تقدم، مما يتطلب منّا أن نتسلح بقوة الإيمان والثقة بأنَّ الله معنا ويعرف كلّ شيء، ولن يسمحَ للشر أن يأذينا أو يدمر عملنا الصالح بل يثبت أقدامنا لعمل الخير والصلاح إن اتكلنا عليه.
Comments are closed.