أيها الصليب الكريم بقلم الأب فادي هلسا


أين كنت قبل صلب المخلص عليك ؟
أنت البركة التي بارك الرب بها آدم وحواء
وقبلهما بارك كل حي بأن يثمر ويكثر
أنت كنت سلم يعقوب الواصلة بين الأرض والسماء
ألم تكن أنت عصا موسى التي ضرب بها البحر الأحمر ؟
ضرب الماء مستويا فشق بالعصا الماء
ثم ضرب الماء بها عرضيا فأُغلق اليم على فرعون ومركباته
ألم تكن أنت عصا هرون التي أفرعت
حين أذكر كل هذه الرموز
ومعها الدم الذي وضعه بنو إسرائيل على عتبة الباب وقائمتيه
أركع أمامك وأرفع يدي وأناجيك
منذ بدء الخليقة أنت موجود
حرسك الشاروبيم والحربة اللهيبية
رآك أشعيا فارتاع
وداود ذكرك بالروح مزمور 22
وأخيرا
ظهرت مثلث الأنوار
وعرشا ناريا لم يدركه البشر
أدركه الشيطان فاحترق
رآك القديسون مفتاحا للملكوت
ورآك الأبرار مفتاح الملكوت
أنت علامة ابن الإنسان يوم مجيئه الثاني مرقس 13
أنت فخر الملوك رفعوك فوق تيجان ملكهم
حملك الرهبان والنساك حماية لهم من الشياطين وسهامهم الملتهبة
حتى اللذين رقدوا حملوك معهم فأنت الجسر الذي ينقلهم للملكوت
رآك اليهود فاستهزئوا
ورأى الأبرار نورك يضيء ظلمة مثوى الأموات فاستبشروا
رآك المسيحيون فخرا
ففردوا لك صدور بيوتهم
أيها الصليب الكريم
منك نبع البركة والغفران
نحن نبارك شعبك باسم الرب
برسمك فوق رؤوسهم
ونبارك كل الأسرار
فتغدوا موادا سماوية وهي من صنع البشر
أيها الصليب
أنت لست صليبا ذهبيا
أو فضيا
أو خشبيا
أنت ختم الرب في القلب
محفور في قلوب المؤمنين لتقديسها
ومن فضلة القلب يتكلم اللسان
وبما أنك في القلب نلهج بحبك
ونرسمك على أجسادنا المائتة
فتكون لنا بركة طوال النهار والليل
مبارك هو
من تربع عليك
فكنت عرشا
لا تطيق الملائكة النظر إليه
لأنك لم تصعد عليه أيها الكلمة
لخلاصهم
بل لخلاص البشر
هم من ينظرون إليك
فيرونك مضاء بنور السماء غير المخلوق
وبك يتحقق رجائهم
فالرجاء لا يفنى
بك الخلاص والعتق من اللعنة
بك تنحل الخطايا
حين نرسمك على رؤوس المؤمنين التائبين
فتنحل قيود خطاياهم
لتتلألأ قلوبنا بنور بهائك
وتستنير حياتنا بضيائك
وتفيض قلوبنا بك حبا
لله وللقريب
أيها الصليب عود الحياة
لا تترك للشرير فرصة ليوقعنا في التجارب
ولا تبق في قلوبنا خطيئة لأن نورك يحرقها
كن لنا عونا في الضيق
وسلوى عند الألم
فالألم بك تحول بركة
والحزن بك يتحول عزاء
وفي الفرح أنت من يقدس كل فرح للرب
همومنا وأحزاننا ونوائبنا وخطايانا
نلقيها أمامك
بيوتنا وأولادنا نضعها
تحت قدمي المصلوب
ونحن مزمعين أن نرفعك أمام المؤمنين
كن سبب بركة لنا
كن نورا لحياتنا
وأبق الملكوت مفتوحا
ولتكن ثمارك
بلسم لجروحنا
بك تُحرس نفوسنا من الشرير
وبك ندوس كل قوات العدو
فإن غبت عن أنظارنا
فأنت في قلوبنا
فثبتنا في الإيمان
واملأنا بالرجاء
وكملنا في المحبة
آمين

Comments are closed.