كنيسة ابراهيم الخليل في العراق مرشحة لأن تكون معلما عالميا
جدل بين الكنيسة والدولة حول كنيسة إبراهيم الخليل في أور العراقيّة
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
موقع اسيا مينا
مع الإعلان عن قرب انتهاء أعمال بناء الكنيسة المشيّدة في موقع «أور» الأثري بالناصرية جنوبيّ العراق، والذي انطلق منه إبراهيم في العهد القديم بمسيرته الإيمانيّة، تجدّد الجدل في أرض الرافدين حول الموضوع.
فمن المفترض افتتاح «كنيسة إبراهيم الخليل» في الذكرى السنويّة الثالثة لزيارة البابا فرنسيس المكان في 6 مارس/آذار 2021. ويرى بيان صادر عن إعلام البطريركية الكلدانية أنّ «الحكومة الحالية غير مهتمّة بإنصاف المسيحيّين، بل مستمرّة في اتخاذ إجراءات تنتهك حقوقهم».
ويورد البيان في التفاصيل مطالبة الحكومة العراقية رجل الأعمال أدور فتوحي، المتبرِّع بتكاليف إنشاء الكنيسة وقاعة لحوار الأديان مع مَرافِقها، بشطب اسم الكنيسة والاكتفاء بتسمية «مركز حوار الأديان».
هل يشارك المطران هرمز في الافتتاح؟
فيما ترى الكنيسة الكلدانيّة الموضوع مسيَّسًا وقد خرج عن نطاقه الدينيّ، أعلن المطران حبيب هرمز راعي أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة في حديث خاص إلى «آسي مينا» أنّ مشاركته في حفل افتتاح الكنيسة، في حال دعوته، مرتبطة بموقف رئاسته الكنسيّة.
وأشار هرمز إلى أنّ «كنيسة إبراهيم الخليل» تقع ضمن حدود أبرشيته تاريخيًّا. وأوضح أنّ أبرشيّات تاريخيّة لكنيسة المشرق، ازدهرت جنوبي العراق في القرون الميلادية الأولى كأبرشية «الزوابي» وأبرشيّة «الحيرة» فضلًا عن أبرشية «فرات ميشان» التي تحوّل اسمها إلى «البصرة» ومنطقة «أور» الحاليّة كانت تحت إشرافها تاريخيًّا، إذ لم تكن مركز أبرشيّة.
معلم عالميّ للحجّ
تُشيَّد الكنيسة على أرض تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع، تبرّع بها أحد شيوخ العشائر في المنطقة، بعد الاستحصال على الموافقات بحسب الأصول. وقد أثار موضوع بناء الكنيسة جدلًا من نوع آخر في الأوساط المحلّية خشية تحوّلها إلى مركز تبشيري.
لكنّ البطريركيّة الكلدانيّة ترى في بيانها أنّ «هذه الكنيسة مرشَّحة لأن تكون معلَمًا عالميًّا لحجّ المسيحيّين وغيرهم، ما يُنعش “مدينة أور”. تمامًا كما فعلت المملكة الأردنية الهاشمية في تحويل مغطَس نهر الأردن الذي تعمَّدَ فيه السيد المسيح إلى مركز للحجّ يؤمّه ملايين المسيحيين من العالم». وخلصَ البيان إلى التساؤل: «لمن نشكو ضيمنا؟».
أعلنت الحكومة العراقيّة المباشرة بتشييد كنيسة للنبي إبراهيم، وهي أوّل مشروع يجري العمل به على أرض الواقع ضمن مجموعة مشاريع مُقرّرة لإقامة مجمّع سياحي في مدينة أور الأثريّة في محافظة ذي قار، بفضل جهود الحكومة ممثّلةً بالمحافظ محمّد هادي الغزي، سعيًا منها إلى تحويل أور إلى قِبْلَةٍ سياحيّة واقتصاديّة.
Comments are closed.