الحرية بالروح ورح الحرية بقلم الأب جورج شرايحه
خلال اعدادي لكتابي الجديد الرابع “مثلث التكوين الإنساني”
الروح والنفس والجسد
وددت لو اني سربت فوح من عبق مازال تحت التعتيق ومشاركتكم ببعض المحتوى طمعا في النقد البناء الذي اثري به ما أنعم الله علي من مواهب في الكتابة .
سوف احاول هنا في هذا المقال على قدر استطاعتي ان اميز بين مصطلح الحرية بالروح القدس وروح الحرية من ناحيةوحرية أبناء العالم وروحها من ناحية أخرى .
الحرية بالروح القدس هي انطلاق المؤمن نحو قيم ومفاهيم واخلاقيات الإنجيل بشخص يسوع المسيح واطلاق العنان لاجنحة الروح أن ترفرف نحو العلاء .
أن اتحد بالاسرار بشخص يسوع المسيح واتخلق بأخلاقه فيكون روحه القدوس هو روح حريتي الشخصية .
لا يقف إبليس ساكناً أمام هذا الانطلاق بل يقاومه، أما المؤمن فيجاهد بالروح القدس الساكن فيه.
علامة تمتعنا بالحرية هي التحرر من روح القلق والاضطراب تحت أية ظروفٍ.
حيث نتذوق عذوبة الحرية الحقيقية حين ننطلق إلى الأعماق، ولا نتوقف عند المظاهر الخارجية الحرفية فى العبادة وعدد تكرر يا رب يا رب.
اما حرية أبناء العالم وروحها فهي تكمن في التحرر من القيود التي تكبل الإنسان ، سواء كانت قيودا مادية أو معنوية، فهي تشمل التخلص من التبعية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض معين او لمتابعة قضية ما .
للوهلة الأولى يبدوا ان التعريف جذاب الا انه برأيي الشخصي يدس السم في الدسم من حيث تعريف تلك القيود وهل هي مسيحيا قيود.
هل سهد الليالي وعناء الحياة و العمل الطويل لأجل العائلة من تلك القيود .
هل الزواج يحد من تحقيق الذات وهل التضحية لأجل بناء بيت أمن مستقر من تلك القيود أيضا التي تجبر المرء على أن يحيا لأجل آخرين وليس لأجل ذاته فقط.
اسمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم بوق مدرسة جديدة ينادي بحرية مزعومة يغلفها بقيم نبيلة ويدس فيها روح شريرة منفلته.
الرياضة صحة نفس، وسلامة جسد اما التعري وعرض الأجساد في الشوارع والساحات فهو طامة كبرى .
ممارسة الشعائر الدينية في ملابس لا تليق بالمكان ليس حرية .
لباس البحر للبحر ولباس السهر للسهر ولدور الله لباس محتشم
ليس من الحرية بشيء أن يكون مربي الأجيال أو مربية الأجيال حاضرا في مدرسته بلباس لا يليق
الحشمة تشمل المرأة كما الرجل .
الحرية الأسمى تكمن في أن اتحرر من الأنا التي تريد أن تلغي الآخر وتتسلط على من استطاعت إليه سبيلا.ان اكون حرا ذلك يعني أن أكون قادرا على ضبط شهواتي والتفرقة بين الذي يليق والذي لا يليق بين الصح والخطأ وليس أن أفعل ما يعزز لذتي وشعوري بالراحة بغض النظر عن الأخلاقية الانجيلية .
فلنسعَ إذن بالإيمان والحياة الفاضلة أن نقتنى ذلك اللباس الذي يسترنا،
انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم
لباس يستر علينا
وهنا استشهد بالنص التالي :
“حتى حينما نخلع الجسد لا نُوجد عراة، إذ لا يكون هناك شئ فى ذلك اليوم يجعل جسدنا غير ممجد. لأن كل واحد بقدر ما يُحسب أهلاً، بواسطة الإيمان والاجتهاد ليصير شريكاً للروح القدس يتمجد جسده فى ذلك اليوم.
فكل ما خزنته النفس فى داخلها فى هذه الحياة الحاضرة، سوف يعلن حينئذ وينكشف من الخارج ظاهراً فى الجسد
من كتاب القديس مقاريوس الكبير.”
574].
[576] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 5: 4.
[577] راجع عظات القديس أنبا مقار الكبير، ترجمة مؤسسة القديس أنبا أنطونيوس لدراسات الآباء، عظة 5: 7 – 8.
Comments are closed.