القسّ فائق حدّاد يشارك في وضع أُسس سلام في مؤتمر أندونيسيا الرّافض للعنف المبني على الدّين

قال القسّ فائق حدّاد راعي كنيسة الفادي الأسقفيّة العربيّة في عمّان إن مشاركته في مؤتمرٍ للسّلام في أندونيسيا كان له أثرٌ هامٌّ في توضيح صورة ما يجري في المنطقة. وأكَّد القسّ حدّاد أنَّه سعيد بقرارات المؤتمر المنعقد في أندونيسيا، والّذي اختُتِم في 6 تشرين الثّاني ببيانٍ قويٍّ يدعو إلى “تعزيز السّلام والاحترام المتبادل والتّضامن والتّعاون من أجل الصّالح العام للبشريّة جمعاء”.

 أشار القسّ حدّاد أنَّ البند السّادس من البيان المشترك كان واضحاً في ما يتعلّق بما يحدث في منطقتنا. حيث جاء البند السّادس تحت عنوان الدّعوة إلى حلول سلميّة للصّراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ: “نحن نؤكِّد على أنَّ الدّين يجب أن يلعب دوراً في المصالحة وشفاء الجّراح وتكون بمثابة جسر وليس عائقاً أمام تحقيق هذا السّلام، خاصّةً في هذا الصّراع الطّويل الأمد والمستعصي. ويلعب حلّ الصّراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ دوراً كبيراً في تلك الجهود الإبراهيميّة لبناء السّلام. ونؤكِّد دعمنا للسّلام والتّعايش حيث يمكن للإسرائيليّين والفلسطينيّين أن يعيشوا جنباً إلى جنبٍ في سلام، الصّداقة والكرامة والأمن.”

المعروف أنَّ المشروع الّذي اتُّفِق عليه في أندونيسيا يشير إلى أبناء إبراهيم من الدّيانات الثّلاث المسيحيّة والإسلاميّة واليهوديّة وليس محاولة خلق أمر جديد.
وقد دعا البيان الختاميّ والّذي كان للقسّ حدّاد دور في صياغة بعض بنوده أنَّ “هذا الجهد أساساً في القواسم المشتركة الّتي نراها في نصوصنا المُقدّسة الّتي تدعونا إلى فهم أنَّ حبّ الله والقريب هو مظهر مشترك لنا كأبناءٍ لإبراهيم، ممثّلين هنا الأديان التوحيديّة الثّلاثة اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.” وأقرَّ البيان أنَّ المشاركين في مشروع  الدّوائر الإبراهيميّة الألف، إلى جانب العديد من العلماء وقادة جماعات أبناء إبراهيم – اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، “ندرك تماماً التحدّيات الجسيمة الّتي تواجه مجتمعاتنا. وفي خِضَمِّ الصّراعات والتوتّرات والتّعقيدات في عالم متقلِّب، اجتمعنا معًا لتعزيز الخطوات العمليّة نحو عالم أفضل قائم على قناعاتنا الأخلاقيّة المشتركة وقيمنا الأخلاقيّة وفي مواجهة التحدّيات العميقة، نلتزم بنهج شامل للسّلام والعدالة يقوم على احترام الكرامة الإنسانيّة، والتّفاهم المتبادل، والتّعاون من خلال الصّلاة، والحوار، والعمل. وإدراكًا منّا بأنَّ حريّة الدّين يجب أن تتشابك مع الاحترام المتبادل بين أبناء إبراهيم، فإنّنا نتصوَّر مستقبلًا حيث تقف مجتمعات جميع أبناء إبراهيم إلى جانب بعضها البعض في أوقات الحاجة -ممّا يدلّ على تضامن لا يتزعزع متجذِّر في إنسانيّتنا المشتركة.

وتحت بند دعم التّضامن الإبراهيميّ، والوقوف ضد التّميّيز والكراهيّة والعنف بدوافع دينيّة أقرَّ المشاركون فقرة ضدّ الكراهيّة في الأديان حيث جاء “ليس للكراهيّة مكان في أدياننا. فعندما يتعرّض مجتمعٌ ما للتهديد، يتعيَّن على المجتمعات الأخرى أن تقف متضامنةً، وتمثِّل السّلام الإبراهيميّ وتثبته. ولذلك، فإنّنا ندين بشكلٍ لا لبس فيه جميع أشكال كراهيّة الأجانب والتّميّيز. وعلى وجه الخصوص، ندين:

○ معاداة الساميّة: على الرّغم من أنَّ معاداة الصهيونيّة ليسَتْ هي نفسها

معاداة الساميّة، إلّا أنَّه لا ينبغي استخدامها كذريعة للعنف

المعادي للساميّة.

○ التّميّيز ضدّ المسيحيّين.

○ الإسلاموفوبيا، بما في ذلك عندما يتم إخفاؤها بشكل خادع على أنَّها وطنيّة.

كما عبَّر البيان العلاقات بين المجتمعات الإبراهيميّة تمرُّ في اختبارات شديدة في الآونة الأخيرة. “لقد تعرّض نسيج هذه العلاقات للتوتّر، ممّا أدّى إلى “قلوب مكسورة، وأحلام محطّمة، وآمال محطّمة”. نحن لا نتعامل مع قلق مُجرَّد بل حالة إنسانيّة حقيقيّة تفرض القلق والخوف والألم على عدد لا يحصى من الأفراد في جميع أنحاء العالم. وقد نتج هذا الوضع الكئيب عن زيادة العنف، وارتفاع التعصّب الدّينيّ، وانتشار الصّور النمطيّة، وتفشّي المعلومات المُضلِّلة وتسليحها في وسائل الإعلام السّائدة ووسائل التّواصل الاجتماعيّ. من المعروف جيّدًا كيف تمَّ طرح وتضخيم نظريّات المؤامرة والمراوغات الصّريحة ذات النيّة الخبيثة في وسائل الإعلام الاجتماعيّة والرّئيسيّة بطريقة شوَّهت سمعة أبناء إبراهيم. وقد أدّى ذلك إلى تعميق الانقسامات بين مجتمعاتنا. إن التّشويه النّاتج عن الحقيقة والانتشار المتفشّي للكذب يهدّد جوهر إنسانيّتنا وقدرتنا على إقامة علاقات حقيقيّة.

ودعا البيان إلى “بناء بنية اجتماعيّة من التّعاطف والتّعليم والالتزام المشترك ردًّا على هذه التحدّيات الحرجة، نلتزم بنهج شامل للسّلام يتبنّى التّفاهم بين الأديان ويعزّز احترام الكرامة الإنسانيّة والتّعاون من أجل الصّالح العام. واسترشادًا بالقيم المتجذّرة في تراثنا الدّينيّ المشترك، واقترح إلى تعزيز التّعليم والتّفاهم بين الأديان، وتحديد التّعليم باعتباره الأداة الأكثر فعاليّة لمعالجة المشاكل العالميّة، بما في ذلك الفقر وعدم المساواة وجميع أشكال العنف الّتي تسبّبها الكراهيّة والسّلطة. إنَّ أحّد أسمى أشكال التّعليم هو التعرُّف على الآخرين وكيفيّة تعاملهم مع تقلّبات الحياة. يتعيَّن على مجتمعاتنا أنْ تعطي الأولويّة للتعلّم عن بعضنا البعض، ليس فقط في سياق الدّين ولكن أيضًا في الحياة اليوميّة العاديّة. ولذلك فإنّنا نشجِّع مبادرات التّعليم الشعبيّ، مثل ورش العمل المشتركة والجهود التعاونيّة بين الشّباب، لخدمة المجتمع”.

وحسب البيان الختاميّ فإنَّ “هذا الجهد أساساً في القواسم المشتركة الّتي نراها في نصوصنا المُقدَّسة الّتي تدعونا إلى فهم أنَّ حبَّ الله والقريب هو مظهر مشترك لنا كأبناء لإبراهيم، ممثّلين هنا الأديان التوحيديّة الثّلاثة اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.” وأقرَّ البيان أنَّ المشاركين في مشروع  الدّوائر الإبراهيميّة الألف، إلى جانب العديد من العلماء وقادة جماعات أبناء إبراهيم -اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة.”

Comments are closed.