المطران لينغوا يعرب عن ثقته بأن لقاء البابا مع السيستاني سيشكل مصدر تشجيع للمسيحيين.

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في كرواتيا المطران جورجيو لينغوا تطرق خلالها إلى الزلزالين اللذين ضربا البلاد في أقل من سنة فضلا عن جائحة كوفيد 19 التي ألحقت أضرارا جسيمة بالقطاع السياحي، ولم تخلُ كلمته من الإشارة إلى الزيارة التي سيقوم بها البابا إلى العراق الشهر المقبل خصوصا وأن سيادته كان سفيرا بابويا في بغداد.

قال المطران لينغوا إن أول زلزال ضرب زغرب في الأحد الأول من الإقفال العام الربيع الماضي فيما جاء الزلزال الثاني خلال الإقفال بعد الموجة الثانية من الوباء، الذي ترك أثرا كارثيا على القطاع السياحي. وذكّر السفير البابوي بأن كرواتيا بلد يعتاش على السياحة، التي تشكل مورده الرئيس. مع ذلك ما يزال الكرواتيون يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم متمسكون بجذورهم، ويتطلعون للمستقبل ونحو أوروبا. ولم يُخف وجود بعض المشاكل التي تعاني منها الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا، لكنه أكد أن هذه الكنيسة تبقى حية وناشطة، وهي تحافظ على الرباط الوثيق مع البابا ومع كنيسة روما. وهذا الأمر جعله كسفير بابوي مقبولاً جدا في المجتمع الكرواتي.بعدها تطرق الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أوضاع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا عبر ما يُمسى بـ”المسار البلقاني”، وقال إن الوضع صعب جداً ومعقد. ولا يُخفى على أحد وجود أزمة إنسانية لا يمكن تجاهلها. ولفت إلى وجود رجال ونساء وأطفال يعانون من الشتاء البارد ومن ظروف يُرثى لها. وقال إن الوقت لا يسمح لنا بالبحث عن المسؤولين والمذنبين، إذ يتعين أن نمد يد العون لهؤلاء الأشخاص وأن نتعاون في البحث عن الحلول مضيفا أن الخلافات القائمة بين الحكومة وبعض المنظمات غير الحكومية لا تعود بالفائدة على أحد، بل تلحق الضرر بجهود المساعدة. وشدد على ضرورة اتخاذ القرارات الصائبة، مشيرا إلى أفضلية المبالغة في السخاء على المبالغة في الصرامة، خصوصا وأن هؤلاء اللاجئين يصابون بخيبة الأمل مرتين: أولا من قبل بلادهم ثم من جانب البلدان التي يأملون أن تستضيفهم.في رد على سؤال بشأن تفاعل الجماعة المسيحية في كرواتيا مع إمكانية إعلان قداسة الطوباوي الكاردينال Stepinac قال السفير البابوي في زغرب إن الناس يطرحون عليه هذا السؤال بإلحاح أينما ذهب، خصوصا وأن الكرواتيين ينظرون إليه كأب وينتظرون بفارغ الصبر أن يرونه على مجد المذابح قديسا. وأضاف سيادته أنه جال في العديد من البلدان خلال ثلاثة عقود من النشاط الدبلوماسي ولم يلمس محبة وتقديراً لقديس ما كمحبة وتقدير الكرواتيين للطوباوي Stepinac، لافتا إلى أنه كان أسقفاً قريبا جدا من الناس وكان يعتبر الكنيسة مستشفى ميدانياً، وكان لا يتردد في القيام بما ينبغي فعله من أجل مساعدة الأشخاص المحتاجين واللاجئين خلال الحرب العالمية الثانية.

في سياق حديثه عن الزيارة التي سيقوم بها البابا الشهر المقبل إلى العراق، البلد الذي كان فيه المطران لينغوا سفيراً بابويا، أكد سيادته أن هذه الزيارة ستكون مصدر بركة للعراق وقال: قد تكون هناك شكوك حول نجاح الزيارة والمخاطر المحدقة بالبابا لكني واثق بأن الرب سيعضده، وستشكل الزيارة مناسبة بالغة الأهمية من أجل ترجمة ما جاء في الرسالة العامة Fratelli tutti. ولفت المطران لينغوا إلى أن المحط الأبرز للزيارة سيكون بلا شك لقاء البابا مع آية الله علي السيستاني، الذي اجتمع به مرتين كسفير بابوي. وقال إنه تأثر ببساطته وبكونه رجال سلام يبحث عن خير الجميع ولديه حس الأخوة، وهو أمر ليس بقليل. وعبر سيادته، في ختام حديثه لموقعنا، عن ثقته بأن اللقاء سيقدّم رسالة جميلة وقوية، وسيعطي دفعاً للحوار لأنه لا يوجد سبيل للحل سوى الحوار، كما سيكون اللقاء مصدر تشجيع للمسيحيين بعد السنوات الصعبة. وقال إنه واثق بأن الرب سيبارك هذه الزيارة، على الرغم من الظروف الصعبة بسبب الجائحة.

Leave A Reply