الايمان الذي ينقل الجبال،ما هي هذه الجبال؟بقلم خلود قسوس

لوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ

ما هو هذا الجبل الذي لم يستطع التلاميذ نقله من موضعه في ذلك الحين، إلا ما كتبَ عنه إرميا النبي

“أعطوا الرب إلهكم مجدًا قبل أن يجعل ظلامًا، وقبلما تعثر أرجلكم على جبال العتمة” (إر 13: 16).

ان جبل الخطيّة المظلم الذي يدفع الشيطان الخليقة إليه ليفقدها البنوّة لله، ويقتنصها كأبناء للظلمة.هذا هو الجبل الذي نزحزحه بالإيمان خلال الصلاة والصوم كما علمنا سيِّدنا.وكما يقول المطوب أغسطينوس:

[إذ كان يحثّهم على الصلاة أنهى حديثه بقوله: “وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم”. إن كان يليق بالإنسان أن يصلّي ليُخرج الشيطان من آخر، فكم بالأولى يليق به أن يُصلّي ليخرج منه طمعه وسكره وترفهه ونجاسته! كم من الأمور قاطنة في الإنسان لو بقيت فيه لا يُقبل في ملكوت السماوات !]تقولون لهذا الجبل إنتقل ……الجبل هو أي خطية محبوبة أو شهوة نستعبد لها أو عقبة مستحيلة أو أي صعوبة بحسب الظاهر تواجه المسيحيكل هذا يمكن أن يتزحزح بالصلاة والصوم مع الإيمان.

ولقد تم نقل جبل المقطم فعلاً بحسب هذه الآية.وقال السيد المسيح ” كل ما تطلبونه حينما تصلون فاّمنوا أن تنالوه فيكون لكم “بمعنى أخر اذا كان هناك في قلبي ايمان وايقان واقتناع بما في الكلمة بشأن أي جبل أو مشكلة أو ظرف لن أشك ولن أتحدث كما لو أن الجبل هو النهاية ولا يمكن تخطيهفأنا أعلم جيداً أنه يريد أن يزال هذا الجبل ….أذن ماذا أفعل ؟

أطلق قوته بالكلمات المملؤة بالأيمان وتحدث الى الجبل فقد صدر مرسوم الهي من ملك المجد لهذا الجبل أن ينتقلعندما تتحدث للجبل وتأمره أن ينتقل فقد خرجت كلمة الله من فمك ولن ترجع اليك هذه الكلمة فارغة على الرغم من النتائج المرئية التي قد لا تظهر في الحالأمين هو الإيمان الذي يستطيع كل شيء (مر9: 23).

ويمكنه أن ينتصر على كل عقبة.ولا يرى أمامه شيئًا مستحيلًا .بل كما قيل عن زربابل “من أنت أيها الجبل العظيم؟! أمام زر بابل تصير سهلًا” (زك 4: 7).إنه الإيمان الذي يستطيع أن يضع قدمه في الماء، لكي يعبر البحر الأحمر في أيام موسى النبي (خر 14: 22)،وأن يعبر نهر الأردن في أيام يشوع (يش 3).ويستطيع أن يمشي في داخل الغمر العظيم، والمياه تحيط به مثل سور، عن يمين وعن شمال، دون أن يخاف..إنه الإيمان الذي يستطيع أن يضرب الصخرة فيتفجر منها الماء (خر 17: 6).وهو الإيمان الذي يسير في الصحراء بلا زاد وبلا مرشد، يجمع طعامه من المن النازل من السماء يومًا بيوم (خر 16: 15-23).إنه الإيمان القوى الذي استطاع أن ينقل الجبل المقطم على يد سمعان الدباغ، أيام البابا ابر آم بن زرعهوهو الإيمان القوى الذي استطاع به إيليا النبي أن يقول”لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي” (1مل 17: 1).وهكذا “لم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلي فأعطت السماء مطرًا” (يع 5: 17، 18).

وهكذا استطاع أن يغلق السماء ويفتحها.أمين أعزائي المؤمنينالإيمان الحقيقي يبتعد عن العالم والخطية بقدر اقترابه من المسيح. إنه يلتصق بالمسيح وينشغل بمحبته وجماله لدرجة أنه لا يجد أية لذة في تلك الأمور التي كانت فيما قبل تشغل قلبه وتحتل تفكيره وكان يرى أنها ضرورية لكيانه. لقد اصبح كنزه في السماء، وقلبه هناك أيضاً.وإذ تعمل هذا فإن الإيمان الحقيقي يتحرك فيك. عندما تتأمل في أمانة الله فإن إيمانك يتقوى ويشتد حتى ينقل الجبال.الإيمان الحقيقي تكون له ثماره. لقد قلنا أنه هو حلقة الاتصال بين المسيح والنفس، وأنه عن طريقه تنسكب نعمة المسيح فينا كما تنسكب العصارة من جذع الكرمة في عنقود العنب الذي ينمو قليلاً فقليلاً.من المستحيل أن نكون في اتحاد حقيقي بالمسيح دون أن نحس بنبض حياته المجيدة.

وحيثما دخل كنهر فائض متدفق فلا بد أن تظهر الثمار. .إن لم يكن لك إيمان، أو إن كنت تخشى لئلا يكون إيمانك خاطئاً، فلا تيأس.تطلع إلى يسوع. افتح قلبك لكي يضع فيه الله موهبة الإيمان الحقيقي.آمن بأنه يفعل هذا في اللحظة التي تبدأ فيها بأن تطلب.اعتبر بأن الله صادق. غد إيمانك بكلمة الله انعشه بالتسلق إلى قمم الشركة حيث يستنشق الهواء المنعش.ولكي ننتصر في حروبنا ومعاركنا المتنوعة التي نخوضها يومياً، نحتاج إلى الإيمان الذي يستند على قوة الرب تماماً، ويجعل هدفه الأول مجد الرب وإعلاء اسمه فوق كل اسم، ويحارب جاثياً على ركبتيه، وقابضاً بقوة على سلاح الحق كلمة الله متمسكاً بمواعيده، ومتغنياً وشاهداً بقوة الله قائلاً: ”لا أنا بل نعمة الله التي معي“(1كورنثوس 10:15)”ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا“ (رومية 37:8).”وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا“ (1يوحنا 4:5).يا رب زد إيماننا لنغلب كل قوى الشر المحيطة بنا، آمين

9Rania A. Akik and 8 others2 commentsLikeCommentShare

Leave A Reply