افتتاح رياضة آباء السينودس المقدس في الصرح البطريركي في بكركي،كلمة البطريرك الماروني.

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح الأربعاء التاسع من حزيران يونيو كلمة في افتتاح رياضة آباء السينودس المقدس في الصرح البطريركي / بكركي في لبنان.

استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كلمته قائلا “يسعدني أن أرحّب بكم، وقد أتيتم من لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار. ومعًا نشكر الله على أنّه يجمعنا في هذه الرياضة الروحيّة السنويّة، التي نعيش خلالها في الصلاة والتأمّل والعودة إلى الذات أمام الله والتوبة وتبديل ما يلزم في حياتنا ومسلكنا وفي طريقة القيام بمسؤوليّاتنا.

وإنّا نحمل في صلاتنا إخواننا السادة المطارنة الذين لم يتمكّنوا من المشاركة معنا بسبب العمر المتقدّم أو المرض أو لأسباب أخرى قاهرة، وكذلك كهنتنا ورهباننا وراهباتنا وكلّ أبناء أبرشيّاتنا وبناتها”.

وأضاف غبطته “في هذه الرياضة نستعدّ لمناقشة أعمال السينودس المقدّس طيلة الأسبوع المقبل، ولاتخاذ ما يلزم من تدابير ومقرّرات وتوصيات بروح المسؤوليّة والتجرّد والتعاون الأخويّ والكنسيّ”.

وحيّا البطريرك الراعي في كلمته مرشد الرياضة الأب فادي تابت، المرسل اللبناني الماروني الذي “سيلقي مواعظ الرياضة.

متّخذًا لها موضوعًا عامًّا بعنوان: “كنيستي إلى أين؟”

فيتناول على ضوء المبادئ اللاهوتيّة والروحيّة والكنسيّة، واقع الكنيسة المارونيّة في بلدان تواجدها، وموقعها في جسم الكنيسة الكاثوليكيّة، وشركتها مع الكنيسة الجامعة ورأسها المنظور قداسة البابا فرنسيس، أطال الله سنيّ رئاسته وحقّق أمنياته لخير الكنيسة”،

وقال غبطته “في هذا الإطار، يتناول الأب المرشد كلًّا من الشأن الروحيّ والراعويّ والإجتماعيّ والوطنيّ، وبخاصّة في لبنان وبلدان النطاق البطريركيّ، ويكشف حالات البؤس والفقر والقلق والهجرة من جرّاء الحروب والتهجير وعدم الإستقرار السياسيّ، والأزمات الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، ويبيّن ضرورة التفكير في كيفيّة الصمود، وتنظيم خدمة المحبّة الإجتماعيّة بالتضامن والتعاون والتكامل”.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أشار البطريرك الراعي في كلمته إلى أن “شعبنا يتطلّع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبقَ له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، من بعد أن فقدهما في الجماعة السياسيّة والمسؤولين. وهذا أمر طبيعيّ إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية. هذا الواقع المعنويّ المرير لا يشكّل بالنسبة إلينا مجرّد إدانة، بل واجبًا علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكلّ مواطن، من خلال مؤسّساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبّة الإجتماعيّة والإنمائيّة”.

وأضاف غبطته “وإنّا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والإجتماعيّة والمعيشيّة النازلة بشعبنا من خلال حرمانه الغذاء والدواء، ,ابسط حقوقه الأساسيّة ولا سيما فرص العمل على أرض الوطن، والعيش بكرامة، وقد جعلته الجماعة السياسيّة والمسؤولون شعبًا متسوّلًا، محرومًا من الوظيفة ومن مورد العيش بعرق الجبين، حتى أصبح نصف الشعب اللبنانيّ في حالة فقر. هي كنيستنا مدعوّة “لتتسلّح بالجرأة وتعطي صوتًا لمن لا صوت له، مستعيدة دائمًا صرخة الإنجيل في الدفاع عن البؤساء والمهدّدين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الإنسانيّة” (القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة “إنجيل الحياة”، 25 آذار 1995، 5)”.

وختم البطرير ك مار بشارة بطرس الراعي كلمته قائلا “إنّنا بالنعمة الإلهيّة، نبدأ رياضتنا الروحيّة، راجين لها الثمار الوافرة من غنى الكنز الإلهيّ”.

Leave A Reply