الديانة المسيحية بين الانجلوسكسونية والفرانكفونية بقلم الأب أيهم زيادين

هذا ليس مقال بسيط مختصر وإنما بحث ، لعل وعسى نجد رؤية مقنعة في قادم الأيام لإيضاح الفرق والاختلاف في النظرة الدينية وعيش الايمان فيما بين النظام الانجلوسكسوني والنظام الفرانكفوني، هذين نظامين عالميين مهمين لا يقل اهميه احدهما عن الآخر ، ومتمايزان عن باقي الأنظمة لكنهما مسيطران على اغلب دول العالم من حيث الدول الأم من جهة والدول التي احتلها وتواجد فيها هاذين النظامين كل على حدة أو سوية من جهة اخرى .


النظام الأنجلوسكسوني : له تاريخ قديم ووسيطي وحديث لكن نورد شرحه من جهة اقتصادية هو نظام رأسمالي يمارس في البلدان الناطقة في اللغة الانجليزية او الدول التي احتلتها هذه الدول ، ظهر هذا النظام في سبعينيات القرن الماضي على يد كلية شيكاغو للاقتصاد ويعود اصوله الى القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة تحت أفكار الاقتصادي الكلاسيكي آدم سميث

خصائص هذا النظام كثرة التأثيرات من طبيعة الاقتصاد على العناصر أو الشعب وتناقص فيه النموذج الاجتماعي الديموقراطي ليصبح نظام استهلاكي بحت معتمد على الكفاءة وأسواق غير مقيدة ، وخصخصة وغيرها من الأمور

اما النظام الفرانكفوني : هي منظمة دولية للدول والحكومات الناطقة في اللغة الفرنسية كلغة رسمية او لغة منتشرة تتكون المنظمة الى غاية عام 2014 80 بلدا وقد عرف الباحث السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان الفرانكفونية بأنها واقع معاش ونمط تفكير وسلوك حياة قبل ان تكون انخراطا في نموذج سياسي او اقتصادي او في كيان جغرافي فهو نظام يتحرك في الانسان ضمن تنوعه العرقي والوطني والديني

خصائص هذا النظام : هو مكان للتلاقي بين البشر ولتبادل المعلومات وتناقل المعرفة وتقاسم الثقافة هو أيضا اطار للتلاحق المثمر ولتقدير الحياة بالمعنى الانساني والاخلاقي .فهو نظام يتطور ضمن التعددية واحترام خصائص الآخر وخصوصياته واختياراته

بادي ذي بدء ، يمكن ملاحظة البعد الانساني في النظام الفرانكفوني من خلال التعريف به فهو اكثر سلاسة له ابعاد انسانية بعيد عن النظام الاستهلاكي غير المقيد فلا بد اذن من وجود فارق كبير بينهما يميل الانسان ذا الطابع التقوي الى العيش لربما في النظام الفرانكفوني

Comments are closed.