رئيس أساقفة البرازيل : علينا أن نعترف بأننا جميعنا إخوة، وألا نستسلم للغضب والتعصب
نورسات الاردن
على البرازيليين أن يعترفوا أكثر فأكثر بأنّهم إخوة، بدون أن يسمحوا بأن يعديهم الغضب وعدم التسامح: هذا، باختصار، هو محتوى رسالة الفيديو التي وجّهها المطران والمور أوليفيرا دي أزيفيدو، رئيس أساقفة بيلو هوريزونتي ورئيس مجلس أساقفة البرازيل (CNBB) بمناسبة العيد الوطني الذي يُحتفل به في السابع من أيلول سبتمبر الجاري. وإذ يدين الذين يرتكبون الجرائم باسم الأيديولوجيات ويؤكد رئيس أساقفة بيلو هوريزونتي أنّ كل من يسمي نفسه مسيحيًا يجب أن يكون صانع سلام وأنَّ السلام لا يبنى بالسلاح، وأننا جميعًا إخوة وأخوات
ومن هنا جاءت الإشارة إلى الرسالة العامة للبابا فرنسيس “Fratelli tutti” حول الأخوة والصداقة الاجتماعية، وثيقة – يؤكد المطران والمور أوليفيرا دي أزيفيدو – ينبغي أن تلهم الأشخاص أيضًا لرعاية الذين يعانون ويتألّمون. إنَّ الجوع – كما يشرح رئيس مجلس أساقفة البرازيل – هو حقيقة واقعة لحوال ٢٠ مليون برازيلي. لكن ذلك الأب الذي ليس لديه طعام يقدمه لابنه هو أخونا. وبالطريقة عينها الطفل والمرأة اللذان يجرحهما الفقر والبؤس هما إخوتنا وأخواتنا. في مواجهة واقع تسود فيه البطالة والتضخم ووباء فيروس الكورونا والاستبعاد الاجتماعي الخطير، يضيف المطران دي أزيفيدو، لا يمكن للمسيحيين أن يقفوا غير مبالين. في الوقت عينه، وجّه الأسقف دعوة قوية من أجل الحاجة الملحة لتنفيذ سياسات عامة لإنعاش الاقتصاد وإدماج الأشخاص الأشدَّ فقرًا في سوق العمل.
بعدها توجّه نظر رئيس أساقفة بيلو هوريزونتي إلى أكثر السكان معاناة، مثل السكان الأصليين وشرح في هذا السياق إنَّ وطننا لم يبدأ مع الاستعمار الأوروبي. إنَّ جذورنا موجودة في الغابات وهذه علامة واضحة على أن علاقتنا مع الكوكب يجب أن يقودها الانسجام. ولهذا، هناك حاجة إلى مزيد من الضمانات للسكان الأصليين، الذين تعرضوا للاضطهاد تاريخيًا ويواجهون تهديدات خطيرة بسبب القوة الاقتصادية الاستخراجية والجشعة التي تبذل قصارى جهدها لاستنفاد الموارد الطبيعية، وفي هذا السياق حذّر رئيس مجلس أساقفة البرازيل من الاستغلال غير المنطقي للتربة وإزالة الغابات اللذان يؤدِّيان إلى ندرة المياه، وقال لا يمكننا أن نسمح للبرازيل، المعروفة دوليًا بكونها غنية بالموارد الطبيعية، بأن تُدمَّر وتصبح أرضًا قاحلة.
كذلك وبالنظر إلى معنى اليوم الوطني، يشيد رئيس أساقفة بيلو هوريزونتي بأهميته، لأنه “يساهم في الممارسة الكفوءة للمواطنة”، لأن “مشاركة المواطنين في السياسة، والمطالبة بالحقوق بحرية، يرتبطان ارتباطًا مباشرًا بـتقوية المؤسسات التي تدعم الديمقراطية”. وفي هذا السياق حذّر الاسقف المؤمنين قائلاً لا تسمحوا بأن يقنعكم أولئك الذين يهاجمون السلطة التشريعية والقضائية”، لأن استقلالهم هو بالضبط الذي “يمنع وجود التوتاليتارية”. وبغض النظر عن القناعات الحزبيّة تابع المطران دي أزيفيدو يقول لا يمكننا أن نقبل الاعتداءات ضدَّ
أركان دعم الديمقراطية.
ثم دعا رئيس مجلس أساقفة البرازيل “الجميع لكي يتلقّحوا ويحترموا إجراءات السلامة الأساسية لمنع انتشار فيروس الكورونا، وشدد في هذا السياق على أن هذا السلوك يمثل طريقة للاعتناء بأنفسنا وبالآخرين، أي التزام أخلاقي ورسالة مسيحية؛ وقال احترموا حياتكم وحياة قريبكم، لأن الخلاف لا يمكنه أن يبرر العنف، والتعصب يبعدنا عن العدالة والسلام ويبعدنا عن الله. وفي ختام رسالته رفع المطران والمور أوليفيرا دي أزيفيدو الصلاة من أجل جميع ضحايا الوباء، الذي سجل في البلاد أرقامًا قياسية، أي ما يقارب الـ ٢١ مليون إصابة وأكثر من ٥٨٠ ألف حالة وفاة، وخلص المطران دي أزيفيدو مؤكِّدًا أن الخير ليس إنجازًا نهائيًا، ولكنه بناء مستمر يتطلب منا تفانينا يوميًّا.
Comments are closed.