سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن / الاب فادي هلسا
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل السابع
نأتي الآن للمرحلة الأخيرة من إعداد التقدمة المقدسة على المذبح المقدس
يمسك الكاهن قطعة مربعة من الخبز وبرأس الحربة يضع أجزاء صغيرة حتا برأس الحربة يذكر فيها الأحياء ومنهم بطريرك الكرسي التابع له الكاهن ورئيس الكهنة مسؤول الأبرشية وأبناء الرعية والمرضى ومن طلبوا صلوات الكاهن ذاكرا بعض الأسماء وهو مستمر بأخذ الأجزاء الصغيرة .
ثم يُكمل بذكر الراقدين من البطاركة ورؤساء الكهنة والكهنة ويذكر بالأسماء من يريد وكذلك من أبناء الرعية الراقدين ومن يتم كتابة أسمائهم ليذكرهم الكاهن ويصلي لأجلهم طالبا من الله أن يذكر الجميع في ملكوته السماوي .
هنا تكمن عمومية القداس الإلهي لجميع المؤمنين والكاهن بهذا يخضع لوصايا الإنجيل بالصلاة لأجل الجميع
اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». متى 26 : 41
اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ. مرقس 13 : 31
وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. أعمال الرسل 2 : 42
نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا، 1 تسالونيكي 1 : 2
إنها لحظات سامية يقف فيها الكاهن مصليا خاشعا لأجل كل طلبة ولأجل كل أحد بلا تمييز بين أحد وأحد لأجل المرضى وكلها طلبات تتقدس بالذبيحة الإلهية والقداس الإلهي .
كلمة تتقدس أي يتم تخصيص هذه الطلبات فقط لله بصلوات الجماعة المشتركة في القداس الإلهي .
وبهذا تكتمل صورة بهية سماوية رائعة لصينية التقدمة هي مشابهة تماما لصورة السماء كما صورها سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي فنرى التقدمة بأجزائها الحَمل في الوسط وعن يمينه العذراء والدة الإله وعن يساره مختلف مراتب القديسين من ملائكة ورؤساء ملائكة ورسل وأنبياء وآباء وشهداء وأبرار وماقتي فضة من قديسي العهدين القديم والجديد وأمام الحَمَل المؤمنين الأحياء والراقدين أي الرب وكنيسته كلها بلا تمييز بين الأحياء والراقدين ففي المسيح الجميع أحياء ونرى فيها جناحي الكنيسة السماوية المنتصرة والمُجتهِدة على الأرض وهما جناحا النسر العظيم يسوع المسيح .
فمن يستطيع استيعاب هذا المنظر البهي إنه منظر سماوي مرئي مستمر في كل قداس إلهي سواء يوم الأحد أو في أي يوم في الأسبوع يقام فيه القداس الإلهي .
وهنا ينتهي الكاهن من عمل التقدمة المقدسة ويتوجه لبدء القداس الإلهي وهو ممتلئ من كلمات الحياة ومنظر التقدمة البهي .
يشعر الكاهن بهذا الجو البهي ويكاد لا يتكلم ولا كلمة بل يصمت متأملا بسر الخلاص العظيم وما تم بمسرة الآب السماوي وقوة الروح القدس تمم أقنوم الكلمة المتجسد كل هذا .
فالمجد لك يا رب على إحكام هذا التدبير لخلاصنا
آمين
Comments are closed.