سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل التاسع
لقد أنهى الكاهن مهامه الأولية بأخذ الكيرون وتهيئة التقدمة المقدسة هو مُثقل بما حمله من آيات كتابية وجعبته مليئة من كلام الرب في العهدين القديم والجديد وكأنه يجيب على من يعتقدون بأن العهد القديم قد انتهى فلا داعي له في الكنيسة .
يجيبهم الكاهن بالروح متأملا لقد ورثت الكنيسة في العهد الجديد جميع العهود التي أبرمها الله مع الشعب القديم لتكون بالإيمان لشعب العهد الجديد فالرب حين أسلم الروح على الصليب قال : قد أُكمل
ما هو الذي أُكمل ؟
إنه كمال الشريعة كمال المحبة كمال الخلاص لكل من يؤمن .
حمل الكاهن كل هذا في قلبه وعقله بل وبالصلاة أمام المذبح حمل رعيته وكل الشعب المؤمن في العالم حملهم خرافا راجعة لدفء حضن الآب السماوي .
حملهم ليدق بيديه أبواب المملكة السماوية .
وتتمثل عملية دق أبواب الملكوت ليدخل الشعب في حضرة الله برفع يديه أمام المائدة المقدسة مصليا هكذا :
أيها الملك السماوي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان مالئ الكل كنز الصالحات وواهب الحياة هلمَ واسكن فينا وطهرنا من كل دنس وخلص أيها الصالح نفوسنا .
فالكاهن يعلم أنه ضعيف وتحت الخطيئة ويحتاج لقوة فائقة لكي يدخل بشعب الله إلى الملكوت وهم بعد على الأرض فالصلاة والخدمة لن تكون حارة إلا بقوة الروح القدس كما يقول الرسول بولس :
حَتَّى أَكُونَ خَادِمًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ، مُبَاشِرًا لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ، لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً مُقَدَّسًا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. رومية 15 : 16
ويمجد الكاهن بعدها الرب بتسبيح الملائكة وقت الميلاد قائلا 3 مرات :
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة
وحينها يمسك الإنجيل بيديه الاثنتين ويرسم به علامة الصليب فوق المائدة المقدسة فالصليب هو مفتاح الملكوت السماوي الذي بقي مغلقا في وجه الإنسان منذ سقوط آدم يفتحه اليوم الصليب ليغدوا ملكوت الله ظاهر عيانا للمؤمنين . وأثناء ذلك يهتف الكاهن بصوت جهوري قائلا :
مباركة هي مملكة الآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين . فيجيب الشعب آمين
هنا وبالعين الروحية للكاهن والمؤمنين يدخلون حضرة الله بقوة الروح القدس وبكلمة الرب المكتوبة التي حملها الكاهن قبلا فيبارك اسم الله بأقانيمه الثلاثة لماذا ؟ لأنه وقت القداس بالكامل سيكلم الله الإله الواحد بأقانيمه الثلاثة بحسب القديس يوحنا اللاهوتي الذي قال :
فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 1 يوحنا 5 : 7
يا رب أهلنا في كل قداس أن نعاين بهاء وجهك الذي اشتهى موسى قديما أن يراه فمنعته ونسمع من خلال القداس الإلهي تسابيح الملائكة القديسين وهم يحومون طائرين حول عرشك الأزلي لتمتلئ أفواهنا من تسبيحك ونعاين مجدك الأزلي .
آمين
Comments are closed.