سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل العاشر
الطلبات السلامية
بعدما ملأ الكاهن جعبته من كلمة الرب يحملها ويدق بها باب الملكوت السماوي وهو يعلن بدء القداس بكلمات مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس . يدخل بالشعب نحو الحضرة الإلهية مقدما للآب طلبات الشعب منها الثابت في كل قداس وطلبات الشعب الشخصية .
هنا يقف الكاهن أمام المائدة المقدسة متغربا تماما عن العالم وبعد طلبه نعمة الروح القدس ليقدم الطلبات عن نفسه وعن الشعب يشرع بقراءة الطلبات السلامية وقدسُميت بالسلامية لأنها تبدأ بالسلام .
بسلام إلى الرب نطلب . من أجل السلام من العلى وخلاص نفوسنا . من أجل سلام العالم .
هنا يتقيد الكاهن بأمر الرسول بولس في الإنجيل حين يقول :
فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رومية 5 : 1
هنا درس لنا جميعا فعلينا لتكون طلباتنا وصلواتنا مقبولة من الله أن نطلب بإيمان وليس كتجربة لله هل يستجيب الصلاة أم لا يستجيب وهنا لا بد من الطلب من الله وقلوبنا ملأى بسلام الله بحسب أمر الرسول بولس أننا بعد أن تبررنا بالإيمان فلنا سلام مع الله .
يقول البعض لي يا أبونا صلينا ولا نعرف هل يستجيب الرب أم لا ؟
هنا خطأ فادح وهنا نحن لا نصلي بل نجرب الله يستجيب أو لا يستجيب لهذا يخبرنا الرب يسوع بعد تجربته من الشيطان مجيبا من جربه بقوله :
لا تجرب الرب إلهك متى 4 : 7
لهذا وكما يقف الكاهن أمام الله والشعب خلفه علينا أن نصلي بثقة وإيمان ولنا سلام مع الله .
الكاهن أثناء الطلبات السلامية ليس إنسانا فقط فهو يقوم بدور ملاك سفر الرؤيا الذي يقف أمام عرش الله ليرفع صلوات القديسين نحو الله مع البخور :
3 وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ.
4 فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ.
رؤيا 8
ولكن هنا وحين ينطق الكاهن بالطلبات السلامية يجيب الشعب بصلاة يا رب ارحم على كل طلبة ولنلاحظ هنا أهمية وجود الشعب في الخدمة فالكاهن يرفع صلواته وصلوات الشعب معا أمام الله بحسب رؤيا 8
تتضمن الطلبات العمومية التي يتلوها الكاهن سلام العالم وثبات الكنيسة وحفظ بيت الرب الموجود فيه مع الشعب لأجل الرؤساء الروحيين البطريرك والمطران المسؤول ومن ضمنها صلوات لأجل الملوك والحكام والوزراء والجنود واعتدال الطقس والأمطار وحفظ المسافرين ويعلل الرسول بولس سبب ذلك كما يلي :
1 فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ،
2 لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ،
3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ،
4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
الرسالة الأولى إلى تيموثاوس أصحاح 2
وهنا يظهر حتى في الليتورجيا الإلهية تقيد الكاهن والشعب معا بأوامر الرسل القديسين في الإنجيل لتكون طلباتهم مقبولة من الله ولهذا السبب سُميت الليتورجيا بالإلهية لأنها تتقيد بالأوامر الإلهية ومدعومة من روح الله القدوس .
لهذا أيها الأحباء لنسلك داخل الخدمة الإلهية بورع وخشوع ونمتنع عن الكلام الجانبي لكي بسلام وورع وإيمان نساعد الكاهن في رفع هذه الطلبات بل والطلبات التي في قلوب المؤمنين بثقة واطمئنان برحمة الله .
بعدها يعلن الكاهن لماذا طلب من الله كل هذا فيقول لأنه ينبغي لك كل إكرام وسجود أيها الاب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين فيجيب الشعب آمين
يتبع في الجزء القادم
Comments are closed.