البابا يزور بيت جماعة “العلية” في روما ويختتم السنة المكرسة للقديس يوسف

نورسات الاردن

قام البابا فرنسيس عصر أمس الأربعاء بزيارة إلى “بيت” أخوية السامري الصالح في روما، حيث استمع إلى شهادات المتطوعين والأشخاص الذين تستضيفهم هذه الجمعية المعنية بمساعدة من يواجهون صعوبات جسدية ونفسية. ومن خلال صلاة تلاها في الكابلة، التي بناها الشبان، اختتم الحبر الأعظم السنة المكرسة للقديس يوسف والتي بدأت في الثامن من كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٠.

كان في استقبال البابا عدد كبير من الشبان والشابات والعائلات والكهنة والراهبات النشاطين ضمن هذا الواقع المفعم بالنعم والفرح والضيافة، وقد اصطفوا على جانبي الطريق المؤدية إلى هذا البيت لإلقاء التحية على البابا على الرغم من المطر الغزير. انتظروا ضيفهم وهم يتلون صلاة الـ”نؤمن” والسبحة الوردية، وهي الصلوات التي يتلونها ثلاث مرات كل يوم ليعبّروا عن امتنانهم لله وكي تنتظم حياتهم التي كانت في الماضي مطبوعة بالفوضى التامة.

لدى ترجّله من السيارة حيا البابا الجميع الذين استقبلوه بأناشيد الترحيب، ودخل المبنى الذي تديره منذ ثلاث سنوات “جماعة العلية” بفضل جهود عدد من النساء المكرسات يَقلن إنهن وُلدن من جديد بفضل خبرة المقاسمة التي يعشنها، كما يقول عنهنّ ضيوفُ “البيت” إنهن كالأمهات والجدّات خصوصا بالنسبة للشبان الذين ما يزالون يحملون الجراحات النفسية وليدة ترْكهم من قبل والديهم.

وقد استقبلَ البابا أيضا طفلان، هما ابنا المسؤولَين عن جماعة السامري الصالح، أندريا جورجيتي وزوجته أنتونيا، اللذين كانا مدمنَين على المخدرات وتمكنا بفضل هذه الجمعية أن يولدا من جديد، بعد أن وجدا شيئا واحدا: ألا وهو الحب. وهذا الحب هو القاعدة التي حددتها الأخت إلفيرا بيتروتسي، لدى تأسيس الجماعة في السادس عشر من تموز يوليو ١٩٨٣، والتي بدأت في بيت مهجور على تلال سالوتسو، وباتت اليوم متشعبة في جميع القارات، حيث تعد واحدا وسبعين بيتا في عشرين بلدا حول العالم، لاسيما في أمريكا اللاتينية. تسعى الجمعية منذ قرابة أربعين سنة إلى استضافة الأشخاص المهمشين واليائسين، والرازحين تحت وطأة الصعوبات الجسدية والنفسية، خصوصا بسبب الإدمان على المخدرات والكحول. وهي تحاول أيضا أن تعبّر عن حنان الله حيال صرخة اليأس التي يُطلقها العديد من الشبان الضائعين والمخدوعين واليائسين، والباحثين عن فرح العيش. وهو واقع تمكن البابا فرنسيس من أن يلمسه لمس اليد خلال زيارته.

استمع البابا إلى شهادات بعض الأشخاص من بينهم ماركو، مدمن سابق على المخدرات، واليوم هو رب عائلة وأب لأربعة أبناء، وقال إنه ركع أمام الرب وشعر أن الله غفر له ويحبه. وبات اليوم يهتم بالآخرين. وقد شاهد الحبر الأعظم أيضا مقطعا من فيلم صوره ضيوف “البيت” يروي حياة القديس يوسف ويحمل عنوان “لا تخَفْ يا يوسف”، مع العلم أن هؤلاء الشبان والشابات يمضون وقتهم وهم يعملون في مختلف الحقول، شأن أعمال الترميم والتنظيف، والحرف اليدوية وأيضا في مجال التأليف الموسيقي وإقامة الحفلات في مختلف أنحاء أوروبا، مع أن جائحة كوفيد أوقفت تلك النشاطات العام الماضي. وعُرض أيضا على البابا شريط مصور عن حياة مؤسسة الجمعية، الأم إلفيرا، البالغة من العمر أربعة وثمانين عاما وهي مصابة بمرض عضال ألزمها الفراش.

قبل أن يتوجه البابا فرنسيس إلى الكابلة ليتلو الصلاة مختتما السنة المكرسة للقديس يوسف، وجه تحية إلى جماعة “العلية”، مشجعا الشبان على متابعة مسيرتهم وقال لهم: “لا تخافوا من الواقع، من الحقيقة ومن بؤسنا. لا تخافوا، لأن يسوع يحب الواقع كما هو، بدون أي تجميل. إن الرب لا يحب الأشخاص الذين يجمّلون نفوسهم وقلوبهم”. وختم تحيته قائلا: ساعدوا العديد من الشبان الذين يعيشون أوضاعا كأوضاعكم.                   

Comments are closed.