سلطان الحب وليس حب السلطان بقلم الأب جورج شرايحه.
كلمات جريئة وابل من غيث، امطر بها قداسة الحبر الاعظم ارضنا العطشة الى الحياة ففي عظته بالقداس اليومي، ركز قداسته على الايات الواردة في انجيل مرقص الفصل الاول والتي تظهر تعجب الناس من تعليم يسوع لانهم لاحظوا انه كان بسلطان .
لقد جعلني قداسته اتأمل في سر التناغم العجيب بين فعل يسوع وبين ارادته وهذا هو سر ابهاره لسامعيه
فكيف نستطيع اليوم كرعاة كنسين او قياديين مؤمنين ان نرسي ذلك التناغم الذي خلقه يسوع المسيح في مجتمعه
يأتي الجواب على عجل وفحواه اننا يجب ان نساوي بين ما نقول وبين ما نفعل رغم اننا في مجتمعات اعتادت على الشعارات الرنانه والكلمات الاستعرضية لغايات مبطنه
الا اننا نستطيع كملتزمين ومتدينين ان نكيل بمكيال واحد وفق السلطة الممنوحة من الله لنا
اقول من الله ،لان كثير من المؤمنين يعتقدون احيانا ان السلطة الممنوحة لهم هي بسبب كفاتهم وتميزهم عن غيرهم ،ولكن هذا الكلام على ارض الواقع ليس دقيقا ، رغم ان بعض المؤهلات قد تفرض في سياق عام على منصب ما
الا ان السواد الاعظم من تلك المناصب لا يخضع الا لما يسميه المؤمن سلطان الله وقد يسميه خير المؤمن بالحظ والصدفة
لاننا لا نؤمن بالصدفة ، فكل الامور تسير وفق مخطط الهي ، الا اذا قرر الانسان بمليء اردته ان يرفظ قدر ما استطاع المخطط الالهي، رغم انه لا يستطيع رفض بعض المسلمات التي لا يختارها المرء، وهو مسير فيها لا يملك قراره كيوم ميلاده وعائلته وساعة موته
عودة الى موضوعنا الاساسي وهو ان كل واعظ يقول ما لا يفعل ، تصور له اهوائه انه خليفة الله ويأمر الناس بفعل وترك واقامة ما لا يقوم به هو ،حتما سيفقد تعليمه هيبته لان سلطانه باطل ولا سلطان علوي عليه اي انه بلا مرجعية وهو في مهب الريح
يارب يارب نجنا من ثلب السلاطين المزيفين الذين يحملوننا اثقال لا يحركونها بطرف اصبعهم
اللهم بث روح التناغم والسلام بين ابنائك الصالحين اللهم امين يا رب العالمين
ايها العلي القدير
Comments are closed.