سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن

سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل السابع عشر .
أنهى الجميع مهمة التسبيح للإله المثلث الأقانيم واشترك الكاهن والشعب معا في هذا العمل الملائكي . رحب الكاهن بالآتي باسم الرب .
والآن . ستبدأ ليتورجيا الكلمة .

حين دخل الكاهن بالإنجيل مغلقا إلى الهيكل عمل المسيح لم يبدأ بعد لحين انتهاء كرازة يوحنا المعمدان واستشهاده .
لكن الآن بدأت كرازة الكلمة حيث يبخر الكاهن من الباب الملوكي أثناء تلاوة فصل الرسالة من المرتل .
يشير تبخير الكاهن هنا إلى انتشار رائحة المسيح في كل أرجاء المسكونة وحين يقرأ المرتل نص المقطع الرسائلي على الشعب أن يفهم أن نص الرسالة يأتيهم بفم الرسول كاتب الرسالة .
لا يكاد الشعب بعد القداس يعرف ما الذي قيل في مقطع الرسالة ولا حتى مقطع الإنجيل المقروء ولا حتى بم تكلم الكاهن بعد الإنجيل .
لقد جربت ذلك بسؤال البعض من المؤمنين وحذا حذوي العديد من الكهنة بسؤال المؤمنين فكانت النتيجة مخيبة للآمال بكل المقاييس .
لماذا لا يعرف المؤمن ما قرأناه وما وعظنا به .
لماذا لا يكادوا يعرفون بم وعظ الكاهن ؟
كيف يبني المؤمن نفسه ويعلي بنيانه ليصل إلى قامة ملء المسيح ؟
إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. أفسس 4 : 13
كيف يطبق المؤمن ما يسمعه إن لم يحفظه في قلبه كما حفظت العذراء أحداث ميلاد المخلص في قلبها .
إنها مأساة كبرى نعيشها حتى اليوم في الكنيسة ولكن ما أسباب هذه الظاهرة ؟
الكل مسؤول وسنورد الأسباب
أولا قارئ الرسالة لغته ضعيفة
قارئ الرسالة يستعرض جمال صوته فيصعد بطبقة اللحن وينزل ويتفلسف بصوته على حساب الكلام .
ولا يدري القارئ أي دينونة ستناله جراء كبريائه وغروره فلسفته
ثانيا هموم الشعب وأفكاره في الحياة اليومية
لا يستمع الشعب ولا يستوعب تنبيه الكاهن حين يتلوا قارئ الرسالة عنوان النصبقوله الحكمة فلنصغِ
إن قول الكاهن بشكل جهوري الحكمة فلنصغِ هو قول ملاك القداس الذي يرفع صلوات المؤمنين في القداس نحو الله الكاهن هنا هو ملاك الرب الذي يراه البشر أمامهم بغير شخصية الكاهن الذي يتودد ويزور الناس خارج القداس.
أحيانا بعض حركات الكاهن داخل الهيكل تشتت ذهن الناس عن حُسن الاستماع لذا ينبغي على الكهنة أن ينتبهوا لهذا الأمر جيدا ولا يشتتون المؤمنين في تلك اللحظات الإصغائية المقدسة .
ويأتي الأهم
هموم الشعب المعاشية
ماذا نأكل ماذا نشرب ماذا نلبس
الشيطان هنا يبرز مكره وخداعه لتشتيت المؤمن عن الانتباه لما يسمع والإصغاء بتركيز لما يسمع .
بعض المؤمنين يصحو مبكرا جدا قبل القداس وفي تلك اللحظة يغلبه النعاس وطبعا هنا يتدخل الشيطان لزيادة الرغبة في النوم فيتشتت الذهن كنتيجة .
نأمل من مؤمنينا الأحباء أن يتنبهوا لنفوسهم جيدا بحيث يزيد تركيزهم لسماع بشارة الرب الإله طارحين خارج باب الكنيسة كل هذه الهموم .
آمين

Comments are closed.