✞ مَـنْ أراد إصـلاح الكنيسـة، فليبـدأ بنفسـه أولاً…

نورسات الاردن

علينا عدم تضخيم مخالفات بشرية قد تحصل في الكنيسة، لأننا بذلك نضاعـف الشـرور التي تُفرح الشـرير. إنَّ مـن يضطـرب كثيراً لمخالفة ، صغيرة، ويثـور لإصلاحها، يشـبه قندلفتاً أحمق سـخيف العقل ، يهجم بشـراسـة لإصلاح شـمعة، طارحـاً على الأرض شمعادنين ، ومحـدثاً تشـويشـاً ضخمـاً أثنـاء الصـلاة.
والذين يسـببـون الاضطـراب فـي الكنيسـة الأم، كُثـرٌ، منهـم المثقفـون المتمسـكون بالعقيـدة عقلـياً ، وليس بـروح الآبـاء القديسـين. ومنهم الأميـّون الذين التقطـوا العقيدة بأسـنانهم، وراحـوا يشـدّون عليها عنـد تبـادل الآراء في قضـايا الكنـيسة فأصبحوا عنصراً مؤذيـاً من الداخـل معـادياً للكنيسة أكثر من الذين يهاجمونهـا من الخـارج. هناك بعض الناس ينتقـدون الآخريـن، لا حُبّـاً بالمصـلحة العـامـة، بل يراقبـون مـا يقـول الآخـرون، ويكتبون ليكيلـوا لهـم الضربـات مـن الخلـف. الشر الذي يقومون به كبـيرٌ جداً، لأنهم يظلمـون القريب ويدمـرونه أمام المؤمنين. كمـا أن عدم الإيمان يدفـع البعض من ضعـفاء النفوس إلى الوقـوع في العثرات. إن الذين يبـررون تصرفهم الشرير هذا ، المتمثّل بتوبيـخ الآخرين، أو نشر قضايا الكنيسة على المـلأ، أو قـول مـا لا يجـوز قولـه بالحجـة القائلـة: “قل للكنيسـة، ( متى 18 : 17) عليهم أن يبـدأوا أولاً، بكنيسـتهم الصغيرة، بعائلاتهـم أو إخوتهم. فإن بدا الأمـر حسناً فليشهرُّوا عنـدئذ بالكنيسـة الأم. ولا أظـن أن ابنـاً صالحـاً، يـذُمُّ أمـّه..!!
القديـس باييسـيوس الآثـوسي