التثاقف تلاقي بقلم الأب جورج شرايحه
نورسات الاردن
يشير مفهوم التثاقف أو التلاقح الثقافي (acculturation) إلى اقتباس بعض السمات الثقافية، أو الأنماط الاجتماعية من ثقافة أخرى، وعادة ما يحدث هذا بعد لقاء بين الثقافات المختلفة وتاليا حوارا إنسانيا راقيا مازال هذا الموضوع اي التثاقف والتلاقي الحضاري يشغل بال الكثير من زعماء العالم وقوى التغيير والتأثير من كافة الاديان والثقافات وخاصة الديانات الابراهيمية الموحدة اليهودية والمسيحية والاسلامية.
قال قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في معرض حديثه عن زيارته الاولى لدولة الامارات العربية المتحدة “الإيمان يجمع ولا يفرق، و يقربنا حتى في الاختلاف، ويبعدنا عن العداء والجفاء”.
أما مؤتمرات الحوار بين الأديان، بشكلها المعروف حاليا، بين المسيحية واليهودية والإسلامية، فيعود تاريخ انطلاقها لبداية عام 1932، حينها وجهت فرنسا ممثلين عنها لمناقشة علماء الأزهر.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 2011 عقد نحو 15 مؤتمرا، دعا أغلبها الى العيش السلمي والتآخي والوئام بين أصحاب الديانات المختلفة، ومازالت المؤتمرات والوثائق تجمع والتي لم تكن وثيقة الاخوة الانسانية الموقعة بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب اخرها في دولة الامارات العربية المتحدة.
الحوار في الارث الديني المشترك في الثقافة والحضارة والتاريخ وليس في الاختلاف هو من يثري الحوار الحقيقي،ويؤسس قاعدة متينة لرص البنيان في هذا المضمار، قبول الاخر المختلف في حد ذاته غنى وتنوع معرفي وتنمية للادراك الحضاري للمرء.
ليس في الامر نفاق او مجاملات عندما نقول ان ما يجمع اكثر من ما يفرق وان القاعدة الرئيسية التي يبني المؤمن الموحد لله ايمانه عليه هي في اركان وصميم عبادته والتي لا تكتمل الا بالاخر المختلف.
ان التعبير عن المحبة التي تجمع ولا تفرق هي صلب المسيحية وأهم اركانها. المحبة تعني فعل وليس عاطفة . قرار وخيار يتطلب السير في سبر غور الثقافات وإيجاد ما يلزم التلاقي وتعظيم المشترك واختبار المختلف والجديد. اخيرا نشكر الله على كل ما أعطانا من سبل العيش الكريم والتلاقي الانساني الراقي سيرا نحو الحياة الوافرة والملك السعيد في الأبدية
Comments are closed.