رسالة الكاردينال ساندري لمناسبة حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة

نورسات الاردن

الاستلهام من محبة الله لتقديم المحبة، ومن لفتات القرب التي قام بها البابا فرنسيس، هذا ما دعا إليه عميد مجمع الكنائس الشرقية في رسالته لمناسبة حملة التبرعات لصالح الأرض المقدسة ٢٠٢٢.

لمناسبة حملة التبرعات لصالح الأرض المقدسة لهذا العام ٢٠٢٢ وجه عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري رسالة ذكَّر في بدايتها باستخدام البابا فرنسيس ما وصفها عميد المجمع بكلمات قوية في عظته لمناسبة أحد الشعانين ٢٠٢١ وذلك في حديثه عن آلام الرب حيث قال قداسته: ” وما الذي يثير الاندهاش في الرّبّ يسوع وفصحه؟ هو أنّه بلغ المجد من خلال طريق المذلة، وأنّه انتصر بقبوله الألم والموت، اللذين نتجنبهما نحن، لكوننا خاضعين لمقياس الإعجاب والنجاح. بدل ذلك، قال لنا القديس بولس إنّ يسوع “تَجرَّدَ مِن ذاتِه […] فَوضَعَ نَفْسَه” (فل 2، 7. 8). هذا أمر مدهش: أن نرى القادر على كلّ شيء يصبح لا شيء. أن نراه هو الكلمة الذي يعرف كلّ شيء، يعلّمنا بصمته من على منبر الصّليب. أن نراه هو ملك الملوك، وعرشُه على الصّليب. أن نرى ربَّ الكون مجرّدًا من كلّ شيء. أن نراه مكلَّلًا بالشوك بدلاً من المجد. أن نراه هو الصّلاحَ بالذات، يُهان ويُضرَب. لماذا كلّ هذا الإذلال؟ لماذا يا ربّ تركْتَهم يفعلون بك كلّ هذا؟ لقد فعل ذلك من أجلنا، ليلمَسَ أعماقَ واقعنا البشري، وليخترق كلّ وجودنا، وكلّ شرّنا. لقد فعل ذلك ليقترب منا ولا يتركنا وحدنا في الألم والموت. وليستردنا وليخلصنا. صعد يسوع على الصليب لينحدر في عمق آلامنا. اختبر أسوأ حالاتنا النفسيّة: الفشل والرفض من الجميع والخيانة مِن الذي يحبه، وحتى التخلي من قبل الله.

واختبر في جسده تناقضاتنا التي تمزِّقنا، وهكذا فداها، وبدَّلها”.

وواصل الكاردينال ساندري مشيرا إلى قيام البابا فرنسيس سنة ٢٠٢١ بحجَّين بين الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط والأرض المقدسة، وذلك في إشارة إلى زيارة قداسة البابا الرسولية إلى العراق والتي أراد خلالها الوصول إلى مَن هم من بين الأكثر وحدة ومعاناة، أخوتنا وأخواتنا في العراق، ثم إلى زيارة البابا فرنسيس قبرص واليونان حيث أراد قداسته لمس معاناة الانقسام. وتابع عميد مجمع الكنائس الشرقية أن علينا، وأمام لفتات الأب الأقدس هذه التي هي شهادات للقرب واللقاء، أن نتحلى بالشجاعة كأفراد وكجماعات مسيحية وأن نتساءل: ماذا نرى وإلى ماذا ننتبه، هل سنتمكن ومع احتفالنا بالفصح الذي يقودنا إليه زمن الصوم من الرد على محبة الرب بالمحبة؟ وأشار في هذا السياق إلى أن جسد المسيح، أي الكنيسة، لا يزال يتألم وخاصة في الشرق الأوسط، ولكن أيضا أينما يتم التضييق على حرية عيش الإيمان ويكون هناك اضطهاد، هذا إلى جانب عولمة اللامبالاة، العنف والحرب والتي لا تُشبع البشرية على ما يبدو، وهو ما نراه في أوكرانيا.

ثم تابع الكاردينال ليوناردو ساندري مشيرا إلى مواصلة حملة التبرعات لصالح الأرض المقدسة هذا العام أيضا وذلك في الجمعة العظيمة، ودعا إلى أن نستلهم من لفتات القرب التي قام بها البابا فرنسيس ومن دعوته إلى التضامن مع أخوتنا وأخواتنا في الأرض المقدسة فنمنح زخما وقوة لهذه الحملة، وإلى أن نتذكر بقلوبنا وبهبةٍ صغيرة جميع من ينطقون باسمنا أمام الرب شاكرين إيانا على سخائنا.

Comments are closed.