إلى أساقفتنا الأجلاء وآبائنا الأفاضل بقلم حنا ميخائيل سلامة نعمان

أراني مدفوعاً من حيث لا أدري ومن شهور ، في أن أناشدكم فتح الكنائس لساعات تحددونها في الصباح وبعد الظهر ومقتبل المساء ولأغلب أيام الأسبوع .ليقبل المؤمنون إلى الحنايا والأركان المخصصة للرحمة الإلهية عند كراسي الاعتراف.

رجيتي لكم عمموا ذلك وانشروه ولا أحسبكم إلا وكما عهدت معدنكم ومثابرتكم ، تريدون المضي برسالتكم في تخليص النفوس وتحرير الضمائر .

إن تحديد ساعات لأيام قبل عيدي الميلاد والفصح فقط .. أو الاكتفاء في بعض الكنائس وليس كلها بفتح ركن الإعتراف ساعة القداس أو قبيله بربع ساعة ليس كافياً! وأقول من الآن سيكون الاقبال قليلاً بداية لكن سينشط مع توالي الايام ومع تعميم أن الكنائس المحددة غير موصدة الأبواب ..وتستقبل الساعين للرحمة الإلهية . ثقوا من تحقق ذلك ونجاحكم . الناس بحاجة لمن ينير لها درب الخلاص ، لمن يرشدها روحياً وحياتياً ، لمن يعلمها، لمن يمسح بالسلطان المعطى لكم وبقوة المسيح وصليبه الطاهر والروح القدس المحيي خطاياها وما أكثرها اتساعاً هذه السنوات !!! إذ ابليس نجح نجاحاً باهراً بكثرة من يفترسهم.. أو يجذبهم ويوقع بهم في فخاخ وشبكات ..لضعف إيمان من انقطع التواصل معهم.

والبحث عنهم وعمن ترك القطيع وشرد!! انقذوا الشباب فموجة الإلحاد سارية بين كثرة منهم تتمدد أمام عيوننا وحيثما حللنا نسمع من أفواههم ما يجمد الشرايين في العروق .

وإن تمظهر أمامكم منهم عكس ذلك ! انقذوهم وشجعوهم فهم كالغرقى يبحثون عن خشبة خلاص ! ليس برؤية مجموعات قليلة من حولكم والاحتكاك بهم يعني كل شيء على ما يرام ، فيما كثرة متضعضعة تبحث عمن يوجه أذهانها ويحتضنها ويستمع اليها ويقرب قلوبها لوصايا الرب وللأسرار المقدسة.

إنه كرسي الاعتراف الذي يخفف ضيقات المتضايقين ويبلسم جراح المتألمين ويرفع بؤس البائسين ويقضي على قلق القلقين في زمن صعب للغاية ، إنه من يرتقي بالنفوس نحو مراقي الملكوت .

هو كرسي الرحمة الإلهية الذي كان يقضي متسمراً عليه قديسون وطوباويون ومن قارب قاماتهم نحو عشرين ساعة من ساعات النهار والليل حتى إذا سألوهم : علام تبقون والطقس بارد جداً تلازمون كرسي الاعتراف كانوا يردون :

لو خلصنا نفساً واحدة وحررنا ضميراً واحداً طيلة الساعات تلك لكان فرح في السماء ولحققنا رسالتنا الكهنوتية ! ذلكم هو ما أناشدكم عليه إراحة لضميري ! والأمر لكم من قبل ومن بعد!

Comments are closed.