الاجهاض حرية ام جريمة بقلم الدكتور جلال فاخوري


كعادة الدكتوره باسمة السمعان مديرة فضائية نورسات
استضافت الدكتورة باسمه الدكتور كميل افرام طبيب
الجراحة النسائية في حلقة بالغة الاهميه عن الاجهاض
هل هو حرية ام جريمة؟ كما شاركت في الحوار سيدة
لبنانيه وكاتب هذه السطور. وقد اسهب الدكتور افرام
والسيدة اللبنانيه في الحديث عن الاجهاض اسبابه
وحدوده وخطورته وموافقته للقوانين المدنيه والدينيه
ومثلها الاجتماعيه. ويعتبر الحوار حول الاجهاض من
اهم المفاصل في الحياة النسائيه سيما اذا شكل خطورة
على حياة المرأه. وانا لست هنا مؤهلاً في الحديث عن
رأي الطب حول السماح في بعض الاحوال بالاجهاض لكن
اتحدث عن رأي شخصي لهذه المسألة. ان الوجه
الانساني يقول ان مجرد التحام البذره الذكريه بالمبيض
يصبح الالتحام غير قابل للفصل وبمعنى آخر ان الاجهاض
(الارادي) هو اسقاط الحياة عن هذه الروح ويعتبر
حينئذ قتل متعمد اي ان القتل لحياة الجنين. وانا هنا
اتحدث عن الاجهاض الارادي اما الاجهاض القسري
(الاجباري) الخطر على حياة المرأه لا اتحدث عنه . فمن
هذه النقطه وتناغماً مع القوانين المدنيه يعتبر الاجهاض
جريمة يعاقب عليها القانون وقد اصدرت الكنيسه
الكاثوليكيه عدة بيانات تحرم وتجرم الاجهاض وبذلك
تتناغم القوانين الكنسيه مع القوانين المدنيه في تجريم
الاجهاض، والاجهاض بحد ذاته سلوكاً اخلاقياً سيئاً.
فتحريم الاجهاض كنسياً اذ يتماهى مع القوانين المدنية
والانسانيه والاخلاقيه والضميريه. فالاخلاق الانسانيه اذ
ترى ضرورة تطبيق القوانين المدنيه وسلوكها درباً واحداً
انسانياً انما تحفظ الحياة الاجتماعيه من الفوضى
الاخلاقيه وقد اجمع المشاركون في الحوار على ان
الاجهاض الارادي هو جريمة قتل غير مبرره الا طبياً
والحقيقة التي تسلكها مديرة فضائية نورسات الاردن
هي انها باثارة مواضيع حساسة واجتماعيه ودينيه
وقانونيه تعتبر ذكاءً وتنبهاً لما يجب ان تكون عليه
البشريه من اخلاقيه وسلوكيه ترى وتعيّ ضرورة حياة
اجتماعية توصف باتباع القوانين الدينيه والمدنيه
وضرورة الحفاظ على مجتمع سليم. وقد اضفى حضور
الدكتور افرام ومشاركة السيدة اللبنانيه تفاعلاً واضحاً
حول اهمية الموضوع. ولعل اهتمام الدكتورة باسمه بهكذا
مسائل انما يعود الى اهتمامها بالمسائل الاجتماعيه
خاصة المتعلقه بالعقيدة المسيحيه كمفسده خليقة بالتنبه
والدكتورة باسمه حريصة كل الحرض على اظهار
نورسات كاعلام وارشاد لرفع سوية النظرة الدينيه الى
المسيحيه مما يدل على روحية باسمة بالاخلاق الدينيه
الانسانيه وحرصها الدائم على ان تقدم نورسات روحاً
انسانيه تقترب من المفهوم الكنسي الكاثوليكي. تحيه
للدكتورة باسمه ولنورسات الفضائية الشفافه التي هي
صوت الله فينا.

Comments are closed.