اضواء على ارتفاع الصليب بقلم الدكتور جلال فاخوري


الصليب في المفهوم المسيحي هو محور الوجود والرحى
الذي تدور عليه الهيكلية المسيحيه.
فالهيكليه المسيحيه هي كل متكامل يصعب تجاهل الصليب
فيها او اهماله باعتباره رمزاً للوجود المسيحي فينا
فحسب بل باعتباره الروح التي تجسد وجودنا وتحرك
عقولنا وتنمي افكارنا وتكسبنا هويتنا .فالصليب في حياتنا
هو جسر الوصول الى السماء وحلقة الربط مع السيد
المسيح. هو الروح التي تجعلنا نرتبط بالمسيح.
ارتفع المسيح ليرفعنا معه ويسكننا في منازله الكثيره
” عند ابي منازل كثيره” الصليب اذ يرتفع يرفعنا من
مرتبة التوحش الى مرتبة الخلق الالهي وكلما ارتفعنا
مع المسيح رأينا عظمة الله فينا وعشنا حياته بالقداسه.
الصليب ليس مكياجاً نتزين به فحسب بل هو في الروح
منا هو القلب او الدينامو الذي يحرك وجودنا ويشعرنا
بجمال الله فينا. فالصليب هو الصمت العظيم الذي يعرفنا
على نفوسنا ويبلغنا الى ديار ابيه السماويه. نحتفل
بارتفاع الصليب ليقود انفسنا بحبال ربطنا صاحب
الصليب به. احملنا يا يسوع على اجنحة صليبك الى
حيث عرشك لنرى عظمتك ومجدك فينا .
يرتفع الصليب ليمجد العالم فينا، لقد مجدنا الله كلما
حملناه وقدسناه وعبدنا وجه الصلوب عليه. ارتفاع
الصليب هو اليوم الذي وعدنا الله به ” هذا هو اليوم
الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به” نحن الذين صنعنا
الصليب بخطايانا فارفع عنا خطايانا فنكون اهلاً ليقول
الرب ليسوع ” لقد مجدتك” ارفع يا رب في قلوبنا
صليب يسوع لنشعر بقيمتنا ووجودنا. يا صليب يسوع
اسكن وارتفع في سماءنا الداخليه لنرى انفسنا فيك ونرى
نفسك فينا فالصليب هو رحى الدوران فينا وما قيمة
انفسنا بدون ان يرتفع صليب يسوع فينا.

Comments are closed.