المستشفى الوحيد العامل في غزة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)

بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة مروعة هي الأكبر منذ عقود في تاريخ الصراع الفلسطيني، عندما أقدمت

على قصف الهاربين من الموت في ساحة المستشفى المعمداني بغزة، ما أدى لاستشهاد 500 فلسطيني غالبيتهم من

الأطفال، وإصابة مئات آخرين.رغم ذلك استطاع المستشفى إن يعيد الخدمة فيها مجددا في ظل توقف كافة

مستشفيات قطاع غزة عن تقديم الرعايا الصحية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.

المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) مؤسسة محلية تقدم الرعاية الصحية لسكان مناطق مختلفة من قطاع غزة.

يتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويعد من أقدم مستشفيات غزة.

يقع “المعمداني” في أحد المربعات السكنية بحي الزيتون في قطاع غزة، وتحيط به كنيسة القديس برفيريوس ومسجد

الشمعة ومقبرة الشيخ شعبان، بحسب ما ورد في تقرير على “الجزيرة نت”.

يعد “المعمداني” من أقدم مستشفيات مدينة غزة، وقد تأسس نهاية القرن الـ19 الميلادي على يد البعثة التبشيرية

التابعة لإنجلترا، وأداره القس “أليوت” وخلفه الدكتور بيلي، ثم الدكتور ستيرلينغ، وكان المستشفى الوحيد بالمنطقة ما

بين يافا وبورسعيد، ويقدم خدماته لما يقارب 200 ألف نسمة.

في الحرب العالمية الأولى تعرض “المعمداني” للتدمير والسرقة والنهب، ثم أعيد بناؤه وسمي “المستشفى الأهلي

العربي” عام 1919، وبقي تحت إدارة الدكتور ستيرلينغ حتى عام 1928، ثم انتقلت إدارته إلى الدكتور ألفرد حتى عام

1948.

وفي ذلك الوقت، قررت البعثة التبشيرية الإنجيلية التابعة لإنجلترا إقفال المستشفى مع انتهاء الانتداب البريطاني على

فلسطين، إلا أن البعثة المعمدانية تكفلت بالمستشفى فأخذته وانتقلت إدارته إليها، وكانت غزة في ذلك الوقت تابعة

لمصر.

حدث خلاف على ملكية هذا المستشفى في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إثر إلغاء الإدارة المصرية قانون

الوقف الأهلي بغزة، مما عرّض ممتلكات المستشفى وأراضيه لخلاف على الملكية.

واستمر في تقديم خدماته رغم الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، كما واصل مسؤولوه تطويره فبنوا طابقا ثانيا، ضم مكتبا

لطبيبين ومختبرا و3 غرف خصصت لأغراض علاجية متنوعة، كما ضم المختبر خدمات تدريب الطلاب المحليين

واعتمادهم فنيين بالمختبرات. وأسس المستشفى أول وحدة علاج طبيعي بالقطاع.

وعام 1976 قطعت وكالة الأونروا المساعدات عن “المعمداني” وأوقفت دعمها لمدرسة التمريض التابعة

للمشفى،فتراجع عمله وقلّص عدد موظفيه. ومع بداية عام 1977 كان عدد أطباء المستشفى 3 فقط، و28 ممرضا،

وبدأت أعداد المرضى الذين يستقبلهم بالتناقص. ومع نهاية السبعينيات عادت ملكيته لأبرشية القدس الأسقفية.

وفي ذلك الوقت، تغير اسم “المستشفى الأهلي العربي” ومولته الجمعية المتحدة الفلسطينية بأمريكا، واستمر بتقديم

خدماته واستقبال المرضى والإصابات خلال الحروب المختلفة، بدءا من الانتفاضة الفلسطينية الأولى (ديسمبر/ كانون

الأول 1987) وانتهاء بحرب “طوفان الأقصى” في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

تطور المستشفى على نحو كبير وتعددت أقسامه، فأصبح مؤسسة صحية متكاملة يحتوي على أقسام مختلفة وهي:

– قسم الطوارئ، والذي يعمل على مدار الساعة.

– قسم الجراحة.

– قسم جراحة العظام.

– قسم العمليات.

– قسم الولادة.

– قسم الصيدلية.

– قسم العلاج الطبيعي.

– قسم الحروق.

– قسم المختبر.

– قسم الأشعة والتصوير الإشعاعي للثدي (Mammography).

– قسم العيادات الخارجية الذي يقدم خدماته طوال أيام الأسبوع باستثناء الأحد.

الكنيسة الأنجليكانية تدين المجزرة
وأدانت الكنيسة الأنجليكانية الأسقفية في القدس المحتلة المجزرة التي نفذتها طائرات الاحتلال بالمستشفى المعمداني في غزة.

وقالت الكنيسة في بيان صدر عنها، إنه بالتزامن مع يوم الصوم والصلاة من أجل السلام، الذي أعلنه بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، تعرض المستشفى الأهلي العربي في غزة، الذي يتبع للكنيسة الأنجليكانية الأسقفية، لهجوم وحشي.

وأضافت أن “المستشفيات تعتبر بموجب مبادئ القانون الإنساني الدولي، ملاذات آمنة، إلا أن هذا الاعتداء تجاوز تلك الحدود المقدسة”.

وتابع: “لقد لبّينا نداء رئيس أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي، الذي ناشد بحماية المرافق الطبية وإلغاء أوامر الإخلاء. ومن المؤسف أن غزة لا تزال محرومة من الملاذات الآمنة”.

وقالت الكنيسة الأنجليكانية الأسقفية إن “الدمار الذي شهدناه، إلى جانب الاستهداف المدنس للكنيسة، يضرب جوهر الأخلاق الإنسانية”، مؤكدةً أن الهجوم الإسرائيلي “يستحق الإدانة والعقاب الدوليين”.

ووجهت الكنيسة نداءً عاجلا للمجتمع الدولي “للوفاء بالتزاماته في حماية المدنيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال المروعة اللاإنسانية”.

وأعربت الكنيسة عن حزنها على فقدان عدد لا يحصى من الأرواح التي ارتقت في منشآت تابعة لها، معلنةً يوم حداد في

جميع كنائسها ومؤسساتها، وناشدت “الأصدقاء والشركاء والأفراد ذوي النوايا الحسنة بأن يقفوا متضامنين، تنديدا

بالاعتداء الشنيع على موظفينا المتفانين والمرضى الضعفاء”.

Comments are closed.