“سليم” فيلم أردني يجمع بين الجودة والفائدة الاجتماعية

بقلم الكاتب: داود كتاب

تشهد دور السينما المحلية إقبالا قويا للفيلم الصور المتحركة ثلاثي الأبعاد الأردني “سليم”.

وقد عبر العديد من المهتمين أن سر نجاح أول فيلم كرتون عربي طويل يعرض في السينما الأردنية إضافة لجودة الإنتاج وجمالية العرض والصوت والإخراج أن أهم ما في فيلم “سليم” هو القصة الإنسانية.

من المعتاد أن رواد السينما- من أطفال وكبار- يذهبون لمشاهدة الفن السابع لمعايشة قصص خيالية تخرجهم من واقعهم المر. “سليم” قصة إنسانية تبدأ وانزواء طفل لاجئ حزين بوفاة والده يتعرض للتنمر من طلاب مدرسته وتنتهي بمفاجأة سارة مرور في معالجة دافئة من معلمته أمل وبحث عن كنز مع أصدقائه الأوفياء.

إضافة إلى مهنيته العالمية وقصته الإنسانية الرائعة ما يميز فليم “سليم” خاصة للمجتمع العربي هو ما يعكسه الفيلم من صور وصوت للحياة في مجتمعنا.

فأول ما يجذب المتفرج لفيلم الانيمشن “سليم” هو الأعين التي نجحت المخرجة سينثيا مدانات شرايحة وفريقها المبدع من تصميمه. فالعيون البنية تسحرك كمتفرج وتدخلك في عالم مشرقي جميل نراه كل يوم، ولكن نقله عبر الشاشة الفضية يوفر سعادة وراحة نفسية.

فالمشاهد يتفاعل مع الشخصيات السينمائية التي تمثله بالشكل والصوت والخلفيات المعروفة لديه من شكل بيوت وسلاسل وطبيعة بلادنا الجميلة.

كما ويسجل الفيلم، من إنتاج شادي شرايحة وشركة ديجيتيلز، التنوع الجميل الذي استعرضه فليم كرتون مدته ساعة ونصف. فرأينا المرأة والرجل بأشكال وأنواع تعكس تنوع بلادنا فسيفساء وطننا المتنوع والمتعدد الاثنيات والثقافات والأشكال. “سليم” يعرض مجتمع تعددي لا يميز حسب البشرة أو الخلفية الاجتماعية أو الثقافية مما قد يوفر مع إضافة أصوات عالمية مختلفة فرصة لتصدير ثقافتنا وتراثنا للعالم.

ورغم أن “سليم” مغروس من ناحية النص والشكل في مجتمعنا إلا أن الصور المتحركة وفرت جانب الخيال الذي يطلبه رواد السينما الذين يرغبون ولو لمدة قصيرة التمتع بقصة و “حدوتة” وصور تخرجهم من الروتين اليومي.

قد يعتقد البعض أن إنجاح الفيلم السينمائي يتطلب الأكشن والنكتة المستمرة والقصة الدرامية العاطفية دون أي فائدة اجتماعية. “سليم” يوفر العديد من هذه المتطلبات، ولكنه يوفر أيضا فنا هادفا يشمل التطرق لأحد أصعب الأمور الإنسانية وهو المشاكل النفسية للأطفال وكيفية علاجها.

يوفر “سليم” نموذج علمي مبني على دراسات بالتعاون مع الخبراء ومنهم الدكتور الأردني المغترب، عصام اسمير، العلاج المقتنع، ولكن بصورة فنية هادفة.

لقد فاز الفيلم الأردني “سليم” بشرف تمثيل الأردن والعالم العربي من خلال الدعوة للمشاركة في أكبر مهرجان سينمائي عالمي متخصص بأفلام الصور المتحركة، مهرجان أنسى، في المدينة الفرنسية التي تحمل نفس الاسم. كما وحظي بالعديد من الجوائز المحلية والقطرية والعالمية وسيحصد جوائز إضافية، ولكن أفضل الجوائز لمن ألف وأنتج “سليم” هي جائزة قبول وتفاعل واستفادة الأطفال من رسالته الفنية الاجتماعية.

  • الكاتب صحفي فلسطيني مقيم في القدس وعمان

Comments are closed.