هل تحب الرب إلهك بقلم الأب فادي هلسا

حديث اليوم
قد اسأل سؤالا سخيفا للجميع :
هل تحب الرب الهك ؟

الكل سيجيب بتاكيد طبعا
ولكن لو تغير السؤال واصبح : ما هو برهانك على هذا الحب ؟ سيحار القسم الأعظم
وحين يتغير السؤال ما هو برهانك العملي على محبتك للرب الهك ؟ غالبا سيصمت الجميع
ولكني لن أصمت عن الإجابة عن السؤال الأخير وسأورد أمثلة من الكتاب المقدس لرجال الله القديسين عله يساعدهم على إجابة السؤال الأخير .
عبَّر إبراهيم اب الآباء عن حبه لله بالطاعة المطلقة لأمر الله وانتظار وعده بصبر وبلا تذمر وحين أمره الرب بأن يقدم ابنه الوحيد الذي انتظره سنوات طويلة لم يبخل حتى بابنه .
يعقوب بن اسحق كان يعبر عمليا عن حبه وخوفه من الله بأنه كان يبني مذبحا للرب كنوع من الشكر العملي في كل مرة ظهر له الله .
يوسف الصديق عبَّر عن حبه لله بأن رفض الخطيئة رغم كل مغرياتها .
ايليا النبي عبر عن حبه للرب بغيرة نارية مقدسة على الشريعة ووبخ الملك بلا خوف
داود النبي والملك عبر بأكثر من مناسبة عن حبه للرب وجسَّد قمة هذا الحب بكتابة صلوات المزامير وبأعذب الألحان .
وفي العهد الجديد .
عبّر التلاميذ عن حبهم للرب بنشر بشارته في كل العالم وتقديم أعز ما يملكون وهو حياتهم ليموتوا شهداء تجاه نشر هذه البشارة .
وقبلهم القديس يوحنا المعمدان قدم حياته ليمنع الظلم وكسر الشريعة .
كورنيليوس قائد المئة عبر عن حبه للرب باستدعاء بطرس وقبول البشارة والمعمودية .
حاملات الطيب عبرن عن حبهن للمسيح حتى وهو في القبر بالجسد بالقيام فجرا واسراعهن للقبر متغلبات على الضعف النسائي والخوف .
كل هؤلاء وغيرهم عبروا عن محبتهم للرب عمليا وأثبتوا حبهم عمليا أمام العالم .
حتى الله نفسه عبر عن محبته لنا بإرسال ابنه الوحيد ليموت على الصليب حاملا خطايانا ويقول الرسول بولس في هذا : وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. رومية 5 : 8
والآن واليوم .
كيف نعبر عن محبتنا للرب عمليا ؟
لا بد أن نعبر عن تلك المحبة التي نحبها للرب بنقاط عملية واضحة .
هل نفتخر بخلاصنا بل وبمسيحيتنا كلها ؟
هل نرى الله اولا في كل حياتنا ؟
هل يضيء قلبنا بنور المسيح فينا في كل مكان نوجد فيه ؟
هل إخلاصنا في عملنا هو جزء من حبنا وإخلاصنا للرب ؟
الرب يريد منا رحمة لا ذبيحة
هل نرحم بعضنا البعض حين يزل الواحد منا ؟
هل نصلي لبعضنا البعض ولكهنتنا ايضا ؟
هل نعمل ضد المحبة بذم وتشريح بعضنا البعض ؟
هويتنا هي المحبة هل هي هويتنا اليوم فعلا ؟
هل تلهج ألسنتنا بشكر الله على كل شيء ؟
حين نحكم ضمائرنا ونجيب هذه الأسئلة نحكم نحن على أنفسنا ونصحح مسار حياتنا ونعمته تعالى مع محبتكم
آمين

Comments are closed.