الكنيسة بقوة شركتها بقلم القس سامر عازر

الأجمل في الحياة أن نعرف أن هنالك أناسا يفكرون بنا أو حتى يصلون من أجلنا، فما هي الحياة من غير أحباء يفكرون بنا ويحملون همومنا، وها هم بقوة إيمانهم يصلون لأجلنا ولأجل ما يؤرقنا ويوجع قلوينا ويشتت أفكارنا ويستزف قوانا.

مثل هذه الروح زرعها الله داخل كنيسته المجيدة حتى يفتكر بعضنا ببعض، فقوة البنيان تكون بتراصه وتعاضضه ومحبة الواحد تجاه الآخر.

وهذه الروح هي ما يجب أن تشكل العلامة الفارقة داخل جسد المسيح الواحد أي الكنيسة ” فبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبا بعضا لبعض”.

ولذلك نرى القديس بولس (١كو ١: ٤-٩) يشكر الله لأجل كنيسة كورنثوس خاصة ولأجل كنيسة المسيح عامة، ويشير إلى النعمه التي خص بها الله الكنيسة حتى أنها اغتنت بكل المواهب الروحية ولا سيما في المعرفة والكلام.

والمعرفة هي معرفة الحق الذي يحرر قلب الإنسان من كل قيود الإستعباد التي تكبل قلب وفكر الإنسان حتى لا ينزلق إلى أعمال الشّر التي تؤذي الآخرين بل أن تؤول كل أعماله إلى بناء ملكوت الله المؤسس على العدل والسلام والمساواة والفرح والمحبة، وأما موهبة الكلام فأساسها الكلمة النبوية التي تنير الدرب وتوجه الخطى وتشحذ الهمم.

نعم، يحق للقديس بولس أن يشكر الله على الدوام لأن زرع الملكوت دائما هو الحنطة الجيدة، حتى وإن نما بينها زوان الشّر والفساد، فالله قادر أن يتدبر بنفسه أمر الزوان ولو بعد حين، وأن يحفظ زرعه الصالح ليؤتي قمحا صالحا وضروريا للحياة. فأهم مقومات حياة الكنيسة أن تحيا بثبات في شهادتها لإنجيل المسيح الذي يدعو للمحبة والمصالحة والسلام والشفاء والخلاص، وأن تديم أعينها على حقيقة استعلان الرب يسوع المسيح في يوم مجيئه الثاني ليدين الأحياء والأموات، والقادر أن يحفظنا إلى النهاية بلا لوم، فلا نخاف شرا حتى وإن سرنا في وادي ظلال الموت لأن الله معنا.
وفوق كل شيء أن نختبر عمق الشركة المقدسة مع بعضنا البعض من دون نفاق ولا رياء وأن نختبر عمق الشركة مع يسوع المسيح نفسه الذي يقوينا ويشددنا ويثبتنا في الإيمان وفي كل عام صالح.

Comments are closed.