رحيل البطريرك السابق لكنيسة الاقباط الكاثوليك الكاردينال أنطونيوس نجيب
نورسات الاردن
رحل عن الكنيسة الكاثوليكية في مصر، صباح الاثنين ٢٨ آذار ٢٠٢٢، على رجاء القيامة، الكاردينال أنطونيوس نجيب (٨٧ عامًا)، البطريرك السابق للكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة (٢٠٢٢-٢٠١٣)، وكاردينال الكنيسة الجامعة، بعد مسيرة حافلة بالتفاني والخدمة والمحبة والعطاء
ونقلاً عن الموقع الرسمي للكرسي الرسولي وُلد الكاردينال أنطونيوس نجيب في ١٨ آذار ١٩٣٥ في سمالوط في أبرشية المنيا للأقباط. أنطون، كما كان يُطلق عليه قبل سيامته الكهنوتية، هو الثاني من بين سبعة أطفال من عائلة كاثوليكية. كان الأب تاجرًا، وكانت الأم مكرسة لتربية أطفالها السبعة، ثلاث فتيات وأربعة فتيان. بعد أن أكمل دراسته الأولى في مدرسة الراهبات الفرنسيسكان لقلب مريم الطاهر ببني سويف، حيث أقامت عائلته، تمَّ قبوله في سن التاسعة، في الإكليريكية الصغرى في القاهرة. ثم تابع دراسته في الإكليريكية الكبرى أولاً بطنطا ثم في المعادي بالقرب من القاهرة حتى عام ١٩٥٥حيث تمَّ إرساله إلى روما لمتابعة دراسته اللاهوتية في جامعة الأوربانيانا الحبريّة. عاد عام ١٩٥٨ إلى وطنه لأداء خدمته العسكرية، وفي نهاية هذه الفترة سيم كاهنًا في ٣٠ تشرين الأول أكتوبر عام ١٩٦٠ بالمنيا.
بعد أن شغل منصب كاهن رعية الفكرية في أبرشية المنيا، أُرسل مجدّدًا إلى روما، حيث حصل عام ١٩٦٢ على إجازة في اللاهوت ودبلوم في علم الاجتماع الديني، وفي عام ١٩٦٤ حصل على إجازة في الكتاب المقدس في المعهد الحبري للكتاب المقدّس. عمل منذ عام ١٩٦٤ كمدرس للكتاب المقدس في الإكليريكية البطريركية في المعادي. ولسنوات عديدة قام بتدريس العقيدة الاجتماعية للكنيسة وتعاون مع جمعية الكتاب المقدس في لبنان في الترجمة العربية المشتركة الجديدة للعهد الجديد، والتي شارك فيها الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت. وقد كتب أيضًا العديد من مقالات التفسير البيبلي للمجلات القبطية الكاثوليكية وكان ممثلاً للشرق الأوسط في اتحاد الكتاب المقدس الكاثوليكي.
في ٢٦ يوليو ١٩٧٧ انتخب أسقفًا لأبرشيّة المنيا للأقباط. وكان شعاره الأسقفي “Veritas. Caritas” أي الحقيقة والمحبة. وكانت تنشئة الكهنة على الفور إحدى أولوياته. فأقام أيام رياضات روحيّة شهرية وسنوية، بالإضافة إلى دورة تنشئة دائمة شارك فيها جميع كهنة الكنيسة البطريركية القبطية، والعديد من مؤتمرات التنشئة الدينية والرسولية ودورات التعليم الديني للعلمانيين. وسرعان ما ظهرت الثمار، لا سيما في مجال الدعوات الكهنوتية والحياة المكرسة. واقتناعا منه أيضا بأهمية المؤسسات التربوية في التنشئة على التعايش السلمي، أنشأ ثلاث مدارس كاثوليكية في الأبرشية، مفتوحة لجميع الطلاب المسيحيين والمسلمين.
كان منتبهًا على الدوام لاحتياجات شعبه. لهذا أنشأ مراكز اجتماعية صغيرة في قرى الأبرشية، يستفيد منها المسيحيون والمسلمون على حد سواء دون أي تمييز. كما أولى اهتمامًا خاصًا بالعالم الريفي حتى ربط أبرشيته بالاتحاد الدولي لحركات البالغين الريفية الكاثوليكية: منذ ذلك الحين، مثلت المنيا الشرق الأوسط داخل هذه المنظمة. في مجال التنمية والخدمة الاجتماعية أيضًا، شجع على إنشاء مجموعة رسولية مكرسة للمحتاجين والمتألمين. مهمة بدأت مع المساجين وعائلاتهم، وسرعان ما امتدت لتشمل فئات أخرى: من بينهم الصم والبكم، والمكفوفون، والأمهات العازبات، وذوي الاحتياجات الخاصة.
أجبرته المشاكل الصحية على أخذ استراحة رعوية بين ٩ أيلول سبتمبر ٢٠٠٢، عندما اضطر إلى التخلي عن إدارة أبرشية المنيا، و٣٠ آذار مارس ٢٠٠٦، عندما انتخب – من قبل سينودس أساقفة الكنيسة القبطية الكاثوليكية – بطريركًا على الكنيسة القبطية الكاثوليكية. ومنحه الأب الأقدس بندكتس السادس عشر الشركة الكنسية في ٧ نيسان أبريل
٢٠٠٦. في ١٨ آذار (مارس) ٢٠١٠، بعد أن بلغ ٧٥ عامًا، قدم استقالته من منصب البطريرك إلى السينودس البطريركي، لكن السينودس طلب منه بالإجماع الاستمرار في منصبه. كبطريرك الإسكندرية للأقباط، كان أيضًا رئيسًا لسينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية. كان مقررًا عامًا في الجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة، التي عُقدت في الفاتيكان من ١٠ إلى ٢٤ تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠١٠.
عيّنه البابا بندكتس السادس عشر كاردينالاً للكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة في ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٠. وشارك في كونكلاف آذار ٢٠١٣ الذي انتُخب فيه البابا فرنسيس.
Comments are closed.