العذراء مريم هي السلّم الذي بها انحدر الإله.وهي باب المقدس المغلق (حزقيال 1:44–2) : ” فقال لي الرّب هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرّب إله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا “.
تشير هذه القراءة بحسب تفسير الكنيسة إلى بتولية مريم الدائمة ( قبل وأثناء وبعد الولادة) وأمومتها المعجزة البيان والوصف هي ايضا الحكمة وبيتها (أمثال 9 –1 ): ” الحكمة بنت بيتها ونحت أعمدتها السبعة وذبحت ذبائحها ومزجت خمرها وهيأت مائدتها وأرسلت جواريها تنادي على متون مشارف المدينة “.
يشير هذا النص بحسب تفسير الكنيسة بأبائها القدّيسين إلى العذراء مريم البيت الذي بناه الله، الحكمة الفائقة ودعوة البشر إلى مائدة الرّب.
لاهوت العيد:
تقول إحدى ترانيم صلاة السحر:” يا للعجب الباهر، فإن الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم قد أزالت عقم العالم من الصالحات بشدة بأس….”.
فكما أن يواكيم وحنة هما صورة العالم العقيم، كذلك مريم هي صورة العالم الجديد المخصب، صورة الكنيسة التي لا تشيخ.
فرحنا بولادة مريم العذراء هو سرور وفرح بالرّب يسوع الذي سيولد منها. فالمسيح الذي جعل مريم أم الحياة بالروح القدس وأضحت أم النور، يجعل الكنيسة أيضًا ينبوع الحياة.
هذا الأمر كثيرا ما ننساه فنعامل والدة الإله وكأنها قائمة في ذاتها، مجرّدة عن دور الله في حياتها.
ولكنّ الكنيسة تسمّي مريم “والدة الإله” في التراتيل والأناشيد الكنسّية كلّها، وهكذا تظهر في الأيقونات دائمًا مع الرّب يسوع باستثناء حالات خاصة جدًا.
نهايةً، احتفال الكنيسة بولادة مريم والدة الإله هو إعلان الفرح بولادة فجر الخلاص، لأنّ الّّتي وُلدَت من عاقرَين آحبّت الله وكرّست ذاتها له، فقبلَت أن تطيع تبيره الخلاصيّ لتلد المسيح للعالم.
Comments are closed.