قطريون مسيحيون مشرقيون مشاهير
نورسات الاردن/ البطريرك لويس روفائيل ساكو
كنيسة المشرق، كنيسة رسولية، يعود تأسيسها الى الرسول توما، كنيسة رائدة في التبشير والانتشار. انتشرت المسيحية في عموم بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. وكانت الاديرة والكنائس والمدارس مزروعة في طول هذه البلاد وعرضها. وعندما منع المسلمون المسيحيين من التبشير بالمسيحية في الدولة الاسلامية، راح رهبان ومؤمنو كنيسة المشرق يحملون الانجيل الى خارج الدولة الاسلامية، الى افغانستان وباكستان والهند والصين. وأسست هناك اُسقفيات ورئاسة اسقفيات. نذكر على سبيل المثال هرات في افغانستان، كانت رئاسة اسقفية، وكذلك بكين. كانت كنيسة المشرق منتظمة ببنيتها الادارية وطقوسها وقوانينها. هذه الكنيسة لم تكن يوما ما فئوية، اي منغلقة على مكوّن واحد، لان هذا يتعارض مع هويتها الجامعة. هذه الكنيسة سمت نفسها بحق الكنيسة الجامعة ܥܕ.ܐ ܩܬܘܠܝܩܝ.
كانت المسيحية قبيل مجيء الإسلام قد انتشرت جنوباً في شبه الجزيرة العربية، وخصوصاً في بلدان الشاطيء الغربي: في قطر التي كانت تعرف ببيت قطراياي ܒܝܬ ܩܛܪ̈ܝܐ، وجزيرة البحرين المعروفة بداراي ܕܐܪܝ، وعُمان.
لقد أعطت جزيرة قطر شخصيّات كنسيّة بارزة مثل الروحاني داديشوع القطري، والطقساني جبرائيل الملقب برليفي، والكاتبين إبراهيم وأيوب، واسحق القطري اُسقف نينوى، ويوحنا نسيبه1. نرى الملفان نرساي يهزأ بقسوة في أحد ميامره، بغرور الملك الفارسي فيروز، الذي هاجم “قطر” ومُنيَ بالهزيمة2.
للبطريرك ايشوعياب الأول الارزني (توفي 599) رسالة موجهة الى يعقوب اُسقف داراي (البحرين)3. كذلك يذكر كتاب المجدل بان البطريرك كوركيس الأول (660-680) التقى باسحق القطري خلال زيارته الراعوية لكنيسة قطر، واُعجب بذكائه وعمق روحانيته، فاصطحبه معه الى بلاد ما بين النهرين الى دير بيت عابي، بالقرب من مدينة عقرة حيث أسامه اُسقفاً لمدينة نينوى4. هولاء المشاهير لم يكونوا كلداناً ولا آشوريين، بل كانوا عرباً من مؤمني كنيسة المشرق.
إستناداً إلى ما تقدم، نقدر ان نُحدّدَ جغرافياً مواطن المشارقة. شرقاً: ببلاد فارس-ايران، وغرباً بالبحر الابيض المتوسط، وشمالاً بآسيا الصغرى (تركيا)، وجنوباً بشبه الجزيرة العربية وبلدان الخليج.
عندما جاء العرب المسلمون في منتصف القرن السابع الى ايران وبلدان الخليج وبلاد ما بين النهرين كان غالبية السكان مسيحيين. ويُبين الكاتب سليم مطر مدى تأثير اللغة السريانية على العربية قائلا: “اللغة العربية طوّرت نفسَها، وكوّنت نَحوَها من خلال تجربةِ اللغة السريانية”(5). قد يكون هذا التأثير حصل، لما اعتنق قسمٌ من المسيحيين المشرقيين الإسلام، وأصبحوا موالين لإحدى القبائل العربية، أو لأحد القادة المسلمين الكبار.
اليكم نبذة عن حياة هؤلاء القطريين المسيحيين المشرقيين
- جبرائيل برليفي، ولد في منتصف القرن السادس. ترهَّب ودرس في مدرسة نصيبين، ثم تعيَّن استاذاً مساعداً فيها. اخيراً نقل الى المدرسة اللاهوتية في ساليق (ضواحي بغداد). له كتاب عن تفسير للخِدَم الكنسية، وكتب عن الروحانيات6.
- ابراهيم برليفي، ولد في نهاية القرن السادس، وقد عاصر جبرائيل القطري، اُقيم مدرساً في مدرسة ساليق. الَّف كتاباً عن “تفسير الطقوس الكنسية” باسلوب صوفي رمزي جميل7. نشره المستشرق كونليConnolly مع ترجمة لاتينية، ضمن سلسلة مجموعة الكتبة المسيحيين الشرقيين CSCO رقم 2، جز92 سنة 1925.
- داديشوع القطري، هو من القرن السابع، وضع كتباً عن الحياة الديرية والروحية
- اسحق. يعد اسحق مصدراً مهما للروحانية الرهبانية في الكنائس الشرقية. فهو يأتي في المرتبة الاولى بين الآباء المشارقة من حيث الشهرة العالمية التي تخطت حواجز كنيسته وبلده. فكتاباته تُرجمت منذ البداية الى اللغات القديمة، ولا تزال تترجم اليوم الى اللغات الحديثة ويتداولها الرهبان. ابصر اسحق النور في قطر، ودرس هناك الكتب المقدسة والعلوم الدينية. ولما شبَّ اعتنق الحياة الرهبانيّة وتبحَّر فيها وصار معلما9. أسامه البطريرك كوركيس الاول اُسقفا لنينوى (الموصل الحالية)، الا ان الاسقف الجديد قدم استقالته الى الجاثليق بعد خمسة اشهر من تنصيبه، وراح يعيش في احد اديرة بلاد فارس. كتابه الرئيسي ذائع الصيت سماه “الطريقة الرهبانية” ترجمه الاب البير ابونا من السريانية الى العربية وطبع في عنكاوا/ اربيل 2016، 489 صفحة.
- ايوب القطري، عاش في القرن العاشر. كتب شرحاً للانجيل، وشروحات لبعض اسفار العهد القديم، ولكتاب المجالس لايليا النصيبيني10.
Comments are closed.