اساقفة امريكا ينشرون الوثيقة الأولى من نوعها التي تمت الموافقة عليها منذ خمسة عشر عام حول الإفخارستية
نورسات الاردن
بأغلبية ٢٢٢ صوتًا مؤيدًا و ٨ معارضين، وافق مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية في جمعيته العامة في بالتيمورا على نص “سر الافخارستيا في حياة الكنيسة”. لم يرد في النص أي ذكر لحظر للاقتراب من المناولة لأفراد أو جماعات، ولكن يتم التذكير بمسؤولية الشخصيات العامة بتطابق مواقفها “مع عقيدة الكنيسة وأخلاقها”.
بعد أكثر من عام من المناقشات المكثفة، وافق أساقفة الولايات المتحدة المجتمعين في جمعيتهم العامة في بالتيمورا (لأول مرة منذ تفشي الوباء) على نص يلخص التعاليم الكاثوليكية حول المناولة ويعيد إطلاقها، لكن هذا النص لا يشير إلى مسألة الإجهاض أو الحظر المفروض على من يسمون بالسياسيين المؤيدين لحق الاختيار من الاقتراب من المناولة، كما كان الأساقفة قد أعلنوا في حزيران يونيو الماضي.
“سر الإفخارستيا في حياة الكنيسة” هو عنوان الوثيقة – الأولى من نوعها التي تمت الموافقة عليها منذ خمسة عشر عامًا – والتي نالت ٢٢٢ صوتًا مؤيدًا مقابل ٨ أصوات معارضة وامتناع ٣ عن التصويت. أغلبية كبيرة تسلط الضوء على التغيير في الوتيرة بين الأساقفة، الذين سجلت جمعيتهم العامة في حزيران يونيو الماضي عددًا كبيرًا من الخلافات حول إمكانية صياغة وثيقة من هذا النوع.
في الواقع، كانت هذه الوثيقة في البداية سنحتوي على تعليمات لمنح أو رفض المناولة للسياسيين الذين يعلنون أنفسهم كاثوليك لكنهم يدعمون التشريعات المؤيدة للإجهاض أو ما وصفه بعض الأساقفة بأنها “جراح” في جسد الكنيسة، مثل القتل الرحيم وزواج المصليين. وقد شكل هذا الأمر خطر خلق انقسامات قوية داخل مجلس أساقفة الولايات المتحدة، لدرجة أن الكرسي الرسولي قد أعرب عن قلقه في هذا السياق، من خلال رسالة وجهها عميد مجمع عقيدة الإيمان، الكاردينال لويس لاداريا، إلى أساقفة البلاد دعاهم فيها إلى الحوار والاصغاء.
وبعد طلبات مختلفة للتعديل من قبل بعض الأساقفة، ومعظمهات تعديلات وتصحيحات لغوية، وجد الأساقفة أنفسهم في النهاية جميعهم متفقون تقريبًا (على الرغم من استمرار الآراء المتضاربة) في الموافقة على نص من حوالي ٢٦ صفحة أعدتها لجنة عقائدية. وفي هذا النص لا يوجد أي ذكر لحظر المناولة على السياسيين الكاثوليك، كما أنّه لا يتحدث عن الإجهاض بشكل واضح. ولكنه يسلّط الضوء على المسؤولية الخاصة” للشخصيات العامة في الإيمان الكاثوليكي لكي تطابق مواقفها “مع إيمان الكنيسة وأخلاقها” وتعترف بحياة الأطفال الذين لم يولدوا بعد وتعززها.
ونقرأ في الوثيقة إنَّ الاقتراب من جسد المسيح ودمه فيما يكون المرء في حالة خطيئة مميتة يمثل تناقضًا كبيرًا وتذكر الوثيقة في هذا السياق برسائل القديس بولس، وتعليم الباباوات والوثائق السابقة لمجلس أساقفة الولايات المتحدة. وتتابع الوثيقة إن الشخص الذي كسر، بأعماله، الشركة مع المسيح وكنيسته، ولكنه ينال القربان المقدس، يتصرف بشكل لا يتطابق مع الإيمان إذ ويدعي الشركة ويرفضها في الوقت عينه. وبالتالي فهو تناقض يعبر عن شركة قد كُسرت بالفعل.
وتتابع الوثيقة بأنّه إلى كلِّ أسقف سيتمُّ توكيل مهمّة إيجاد علاج للأوضاع التي تتضمّن أفعال عامة تتناقض مع الشركة المرئية للكنيسة والقانون الأخلاقي. بينما تدعو الوثيقة جميع المسيحين لكي يخدموا العائلة البشرية ويدعموا حياة وكرامة جميع الفئات الضعيفة كالأطفال الذين لم يولدوا بعد، المهاجرين واللاجئين وضحايا الظلم العنصري المرضى والمسنين. كذلك تؤكد الوثيقة على معنى الإفخارستيا كما أسسها المسيح، أي كحضور حقيقي للرب. كجواب على التدهور الذي حصل في الولايات المتحدة الامريكية في فهم الاسرار من قبل العديد من الكاثوليك فضلا عن تأثير الوباء على الممارسة الدينية.
وفي هذا المنظار بالتحديد يسير المشروع الذي اقترحه في شهر حزيران يونيو الماضي المطران اندرو كوزينس أسقف أبرشية سانت بول والذي تمت الموافقة عليه الجلسة الخريفية للـ “Eucaristhic Revival” وهي مبادرة لثلاث سنوات مكرسة لإعادة إحياء الإفخارستيا. مسيرة يتخللها العديد من الاقتراحات التربوية والرعوية، وموقع الكتروني جديد وارسال فريق من ٥٠ كاهن إلى الولايات الخمسين في البلاد لكي يعظوا حول أهمية الافخارستية. وستختم هذه الحملة بمؤتمر إفخارستي وطني في انديانابوليس في شهر حزيران يونيو عام ٢٠٢٤.
Comments are closed.