الصراعات الدينية أخطر الصراعات بقلم الدكتور جلال فاخوري.

الصراعات الدينية في التاريخ كانت عديدة ومتنوعة ودموية قاتلة، ومعظم الصراعات الأوروبية فيما مضى كانت دينية، وغالباً ما كانت بروتستانتية كاثوليكية كالصراع الديني البروتستانتي الكاثوليكي في إيرلندا، والصراع الديني في إسبانيا وفرنسا، وروسيا وبورما الروهينغا، والصراع في الفلبين وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وغير ذلك، وكما حدث في أستراليا العام الماضي، وصراع الغرب ضد المسلمين فيما سمّي بالحروب الصليببة وكثيرة غيرها.


وهذه الصراعات لا تعود إلى الأديان بحدّ ذاتها بل إلى الدوافع وراءها كالمصالح والأهداف والإنتقام. لكنّ هذه الصراعات لم تأخذ يوماً بالمصالح الوطنية أو الشعوب أو المجازر ضد الإنسانية كحروب أوروبا التي استمرت مائتي عام لم تنجو منها أوروبا طيلة هذه الأعوام سوى 235 يوماً، وكانت هدنة ترتاح فيها الشعوب المتحاربة، وكالصراع بين بريطانيا البروتستانتية وفرنسا الكاثوليكية.

واللافت في هذه الحروب أنها كانت مجازر وإبادة وانتقام شديد، علماً بأنّ معظم الدول المتحاربة كانت استعمارية كفرنسا وإنجلترة وألمانيا. لكن لماذا هذه الصراعات دون الوطن أو على حساب الأوطان والشعوب؟ فغالباً ما كانت الأهداف الإستعمارية تتصارع لأجل المصالح ومن أجدر بها.


اليوم نرى صراعاً دينياً بين أوروبا وتركيا بذريعة مجازر أرمينيا سنة 1915، ومثلها أذربيجان ضد أرمينيا، وباكستان المسلمة ضد الهند البوذية. فالسيكولوجية التي تحكم عقلية المحتاربين هي سيكولوجية مختلة متحلِّلة من القيود الإنسانية أو القومية، فأمريكا والغرب يصف الإسلام بالإرهاب، ويتناسون أنهم جميعاً أرهابيون. وحين يصف بعض المتزمين من المتدينينين الغرب يصفونه بالغرب المسيحي، ويصرف النظر عن استعمارية هذا الغرب.


وصراع الأديان هو صراع شرس وأخطر أنواع الصراعات لكونه دموي أولاً، ولكونه لا يأخذ بالأعتبار الأوطان والشعوب والإنسانية ثانيا، ولأنه غالباً ما يكون إنتقاماً ثالثا. فالصراعات الدينية غالباً ما تكون مآسي للبشرية كمجازر أرمينيا والسريان سنة 1915، ومجازر الإرهاب في العراق ضد المسيحيين والإزيديين، والصراع الديني في إسرائيل وغير ذلك الكثير.

Comments (0)
Add Comment