حنان الرب بقلم خلود قسوس

اما يسوع فدعا تلاميذه و قال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون .

( أحد متى الثامن…..).


كانت المحبة اساس لكل عمل عمله السيد المسيح وكل معجزة صنعها
وذكر الكتاب فى كثير من المرات انه تحنن واشفق على الناس فصنع معهم معجزات


و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين و منطرحين كغنم لا راعي لها (مت 9 : 36) (مر 6 : 34)
فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم (مت 14 : 14)
و اما يسوع فدعا تلاميذه و قال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون و لست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق (مت 15 : 32) (مر 8 : 2)
34- فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا.
35- و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى.
36- اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون.
37- فاجاب و قال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي و نبتاع خبزا بمئتي دينار و نعطيهم لياكلوا.
38- فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا و انظروا و لما علموا قالوا خمسة و سمكتان.
39- فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر.
40- فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة و خمسين خمسين.
41- فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك ثم كسر الارغفة و اعطى تلاميذه ليقدموا اليهم و قسم السمكتين


وعند شفاء الابرص
فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر (مر 1 : 41)
40- فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا و قائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني.
41- فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر.
42- فللوقت و هو يتكلم ذهب عنه البرص و طهر.


وعند شفاء الاعميين
فوقف يسوع و ناداهما و قال ماذا تريدان ان افعل بكما. (مت 20 : 32)
فتحنن يسوع و لمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه (مت 20 : 34)
29- و فيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير.
30- و اذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود.
31- فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود.
32- فوقف يسوع و ناداهما و قال ماذا تريدان ان افعل بكما.
33- قالا له يا سيد ان تنفتح اعيننا.
34- فتحنن يسوع و لمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه


وعند اقامة اقامة ابن ارملة نايين
فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي (لو 7 : 13)
11- و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين و ذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير.
12- فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة.
13- فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي.
14- ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم.
15- فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه.


وكان السيد المسيح لا يحتمل ان يرى مظاهر الحزن واليأس على الناس
لم يستطع السيد المسيح ان يرى مريم اخت لعازر تبكى على اخيها الميت حينئذ انزعج واضطرب بالروح وبكى ايضا
32- فمريم لما اتت الى حيث كان يسوع و راته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي.
33- فلما راها يسوع تبكي و اليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح و اضطرب.
34- و قال اين وضعتموه قالوا له يا سيد تعال و انظر.
35- بكى يسوع.
36- فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه.
37- و قال بعض منهم الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت.
38- فانزعج يسوع ايضا في نفسه و جاء الى القبر و كان مغارة و قد وضع عليه حجر.
حينئذ اقامه السيد المسيح


ومرة اخرى تحنن على شخص له ابن به شيطان اخرس
منذ صباه. و حيثما ادركه يمزقه فيزبد و يصر باسنانه و ييبس و كثيرا ما القاه في النار و في الماء ليهلكه ولم يقدر التلاميذ ان يخرجوه لعدم ايمانهم
17- فاجاب واحد من الجمع و قال يا معلم قد قدمت اليك ابني به روح اخرس.
18- و حيثما ادركه يمزقه فيزبد و يصر باسنانه و ييبس فقلت لتلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا.
19- فاجاب و قال لهم ايها الجيل غير المؤمن الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه الي.
20- فقدموه اليه فلما راه للوقت صرعه الروح فوقع على الارض يتمرغ و يزبد.
21- فسال اباه كم من الزمان منذ اصابه هذا فقال منذ صباه.
22- و كثيرا ما القاه في النار و في الماء ليهلكه لكن ان كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا و اعنا.
23- فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن.
24- فللوقت صرخ ابو الولد بدموع و قال اؤمن يا سيد فاعن عدم ايماني.
25- فلما راى يسوع ان الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له ايها الروح الاخرس الاصم انا امرك اخرج منه و لا تدخله ايضا.
26- فصرخ و صرعه شديدا و خرج فصار كميت حتى قال كثيرون انه مات.
27- فامسكه يسوع بيده و اقامه فقام.
أمين أعزائي المؤمنين
أي قلب مثل قلب الرب الذي يفيض عطفًا وإشفاقًا! إننا نقرأ عن حنانه العميق كما يوضحه مَثَل ذلك البائس الذي عرّوه، وجرَّحوه وتركوه بين حي وميت، ولقد مرّ عليه الكل دون أن يستطيع أي منهم أن يمد له يد العون، أما الرب، ذلك السامري (الصالح)، لما رآه تحنن (عليه) واقترب منه وضمد جراحاته واعتنى به إلى النهاية ( لو 10: 25 – 37).
ولنتأمله سائرًا وسط الجموع التي كانت تتبعه وتزحمه، مُحاطًا بالمرضى والمجانين والعُرج والعُمي الذين رقّ قلبه لهم جميعًا، وحمل أوجاعهم. لقد كان يجول من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى أخرى، وكان يتوجه إليه كل ذي حاجة أو كرب، فيتحنن عليهم لأنهم كانوا «كغنمٍ لا راعي لها» ( مت 9: 35 ، 36).
وحنان شافي النفوس الذي «أتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلاً له: إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومدّ يده ولمسه وقال له: أريد، فاطهُر!» ( مر 1: 40 ، 41). فليس فقط شفاه من برصه، لكنه ـ بلمسه إياه ـ شفى نفسه المكسورة والتي طالما عانَت من نفور الناس منها.
وحنان الغافر للخطايا…. فهو ذلك السيد الحنَّان، الذي إذ رأى إفلاس عبده، فقد «تحنن سيد ذلك العبد وأطلقه، وترك له الدين» ( مت 18: 27 ). وذلك في مقابل أن يدفع هو ـ له كل المجد ـ على الصليب، الدَّين كله.
وقيل عن الأب العجيب في قصة الابن الذي كان ضالاً فوُجدَ، أن أول ردّ فعل عندما رأى ابنه الضال: «إذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقهِ وقبَّلهُ» ( لو 15: 20 ).
إن قلبه مفتوح دائمًا لإجابة جميع الذين يأتون إليه ويسألونه. إنه الوحيد الذي يعرف أن يزن كل ألم وكل تجربة بميزان دقيق، ويقدر أن يُنقذ وأن يُعين، «لأنه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجرَّبين» (عب2: 18).
وكما كان على الأرض في طيبته الفائقة، وصلاحه غير المحدود،
هكذا هو لنا اليوم ربنا، وفادينا، وراعينا الذي يحبنا. إن محبته لا ينضب لها معين، ونعمته لا تنقص ولا تفتر، ورحمته لا تكل ولا تعيا. يا له من نبع فيَّاض.
ويا لها من راحة وسعادة في القرب منه، كلٍ بظروفه وأحواله، بفقره وتجاربه، بضعفاته وتقصيراته، لنذهب إليه، ولنقترب منه مُلقين بأنفسنا بين ذراعيه، فنجد نعمة، عونًا في حينه.
أمين يا رب …..هذا هو حنان الأب … وهذا هو حنان المسيح، الذي لم يَزَل يشفي ويُحيي كما في القديم. فهل أخذت من حنانه نصيبًا؟ وهل تتمتع بهذا الحنان؟
أمين يا رب …….حياة وملء الحياة مع الرب يسوع……….وسلام وفرح مع الرب يسوع …….يغلب……..لا يستطيع العالم أن يعطيه…….ولا أن يأخذه ……..مهما كانت الظروف …….مهما كانت الظروف…….مهما كانت الظروف