مثالية واقعية لسيد بكيركي بقلم الدكتور جلال فاخوري


(دخلت كبيرًا فاخرج كبيرا، هذا ما قالة البطريرك لعون)

بإنتباه لافت استمعت لحوار تلفزيون الجديد مع الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقد انتشيت سعادةً للمثالية الواقعية التي أبداها البطريرك في أجوبته الحساسة على أسئلة الجديد المستفّزة خاصة حين كرر التلفزيون السؤال عن الأسماء التي يدعمها الراعي لرئاسة الجمهورية، وكان الراعي واعياً لما ينطوي عليه السؤال من خبث لإثارة الفتن.

أما السؤال الآخر فكان عن مهام بكيركي وتدخله السياسي في إنتخابات رئاسة الجمهورية، وقد كان البطريرك دقيقاً في الجواب حيث أدرك الراعي بذهنية عالية ما ينطوي عليه السؤال من تشويه لمهمة بكيركي. إنّ الوضع الإنتخابي في لبنان في ممارسته الإنتخابات سواء في الرئاسة والحكومة هو وضع غير مريح بل ومشوب بالحراك الطائفي والحزبي المشوّه لحقيقة وجه لبنان السياسي، وسواء كانت الرئاسة في الجمهورية أو الحكومة متوازنة ومعتدلة أم لم تكن فالوضع وإن انتهى إلى راحةِ المواطن فهو غير سليم طالما أنّ الدستور خاضع للحوار المستّمر وطالما أن الحزبية والطائفية والإصطفاف والتبعية تلعب دوراً هاما ً في السياسة اللبنانية منذ أن نشأ لبنان وطالما أنّ السياسة الخارجية لها تأثير بالغ على السياسة الداخلية، هذا وضع سيبقى مقلق.
أما الناحية الأخرى فالساسة اللبنانيون لا يأخذون في الإعتبار عزّة الوطن ورفعته والعيش المشترك للأجيال اللاحقة، والواقع اللبناني الذي لا يُحسد عليه ومحاولات كل حزب الإيقاع بحزب الآخر والتراشق المستمر بالسياسات والأسهم الكلامية غير النظيفة وأنّ دعم بعض الأحزاب لبعض الشعب للثورة أو التخريب أو القتل كما حدث في الطيّوني قبل عدّة أشهر أو كما حدث في الجبل أو طريق المطار هي سياسات هادمة وصادمة ولا تبني وطناً ولا تُأمّن عيشاً أو تحترم شعباً ولا تجلب السيادة والكرامة، ولطالما نبنهنا لهذا الوضع الذي آل إليه لبنان فهل يرعوي وتتعقل الأحزاب وتكّف الطوائف عن المراوغات والمهاترات؟