من اليوم بدت معالم المصير المحتوم تظهر جليا وتجيش المشاعر البشرية المختلطة ألما للنفس وحزنا على البشر بل وفرحا أن تلك الذبيحة الفريدة ستكون نافعة لمن يسألها حتى مجيء الرب الثاني.
إنه الخلاص الأبدي الذي تاق له آدم وقديسون قدماء تاقوا لخلاص عظيم كهذا .
لكن هذا الخلاص له ما يتممه قبل إتمامه فلا بد من المرارة ولا بد من قسوة البشر لكي تُدرك الأجيال كم هي قسوة القلب لمن هو بعيد عن من يتمم هذا الخلاص .
لن يشعر بقوة هذا الخلاص إلا من وقع تحت براثن الخطيئة وذاق مرارة الانغماس بها كالقديس كبريانوس والقديسة مريم المصرية وكذلك الخاطئة التي دهنت قدمي السيد بالطيب .
تسير الذبيحة منذ اليوم وتقترب من الجلجلة بمشورة التلميذ الخائن ومكر الفريسيين ويحث الذبيح الخطى نحو بستان جسيماني ليصير عرقه كقطرات دم تسيل على الصخرة التي استند إليها في ضعفه
“أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلًا تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.” أشعيا 53 : 10
لقد سر الرب أن يسحق الذبيحة الماضية إلى الذبح وذلك لسرور الرب لأجل خلاص البشر وانعتاقهم من اللعنة القديمة
سر الرب بأن يسحقه لأنه بسحقه تنفتح أبواب الفردوس المغلق .
سر الرب أن يسحقه لأنه بسحقه تصبح ثمار شجرة الحياة في متناول يد الجميع .
سر الرب بأن يسحقه بالحزن والمرارة والألم والهزء والبصاق والجلد والمسامير والحربة لأن عظمة هذا الخلاص ستشمل الأحياء والراقدين على رجاء الإيمان .
ربي وإلهي
هل نفهم نحن البشر بهذه المقاييس ؟
هل نُكثر من التذمر وقت الألم ؟
هل نُفرط في الحزن ؟
أنت يا رب بآلامك شفيت آلامي
وبموتك بالجسد أحييتني بعد أن غدوت ميتا
بموتك أمت خطيئتي وجحودي ونكراني لنعمتك
بدفنك دفنت خطيئتي
أنا المُزدرى وغير الموجود انعتقتُ من اللعنة ونلت البركة
فيا لعظمة الذبيحة السائرة في طريق الآلام
تسير منكسة الرأس لأرفع نظري نحوالسماء
تحت الصليب يسير صاعدا الجلجلة الرهيبة ليُصعدني إلى الملكوت
وبثقل الصليب المحمول يسقط إلى الأرض لأنهض انا من سقوطي
سيُصلب بعد أن تجرع كأس الألم كله حتى الثمالة
يا ربي وإلهي
هب لي أن أسير في درب آلامك
هب لي أن أساعدك في حمل صليبك
هب لي أن أموت عوضا عنك
لكني لست أهلا لذلك لأني لا أصلح للفداء بخطاياي المتنامية
لكن يكفيني أن أراك في وقت فرحي وحزني وألمي
هب لي نعمتك الشافية من كل ضعف
واجعلني مستحقا أن أصعد معك الجلجلة لأعاين خلاصي قد تم
هب النعمة لشعبك واهبا لهم خلاصك العظيم
واجعلنا مستحقين لننال قيامتك التي تُجدد رجائنا بقيامة الحياة معك
وأنت سائر في طريق الالام تقبل محبتنا معاينين آلامك
آمين