حديث اليوم بقلم الأب فادي الهلسا


من المزمور 43 يقول :
1 اقض لي يا الله، وخاصم مخاصمتي مع أمة غير راحمة، ومن إنسان غش وظلم نجني

2 لأنك أنت إله حصني. لماذا رفضتني ؟ لماذا أتمشى حزينا من مضايقة العدو

3 أرسل نورك وحقك، هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك

4 فآتي إلى مذبح الله ، إلى الله بهجة فرحي، وأحمدك بالعود يا الله إلهي

5 لماذا أنت منحنية يا نفسي ؟ ولماذا تئنين في ؟ ترجي الله، لأني بعد أحمده، خلاص وجهي وإلهي
لقد كانت هذه مشكلة كل البشرية وليست فقط من كاتب هذا المزمور .
لقد عاشت البشرية خصاما حتى بين الإخوة في البيت الواحد خلافا أيضا للخصام بين الناس والدول فكانت المجتمعات البشرية في شريعة الغاب يعيشون فالقوي يأكل الضعيف .
وبالطبع يحس الإنسان أن الله يبتعد عنه ويبدأ بعتاب الرب الذي يظن أنه تركه وأحيانا لا يستوعب الإنسان أنه هو من ترك الله ولم يعمل إرادته .
لكنه في الآيات 3 ، 4 يكتشف الحقيقة ويطالب بنور الله وأن نور الله هو في مسكنه فهو الهادي له سواء الطريق .
ولذلد نرى هنا أهمية بيت الرب فمن هذا البيت نخاطب الرب في سمائه بطريقة عملية أكثر حيث يمدح مرتل المزامير من يلتصق ببيت الرب فيقول : فطوبى للسكان في بيتك وإلى الأبد يسبحونك . مزمور 84 : 4
بيت الرب هذا اليوم هو المغارة منها نستمد النور من مصدر النور ذاته وهو مستعد من اللحظة الأولى أن يعطيه لكل من يطلب .
لقد غمر النور قلب يوسف ومريم ثم المجوس والرعاة وكل من سمع ورأى الحدث العظيم .
تقدموا نحو المغارة فمذبحها المذود .
تقدموا وخذوا النور من النور الذي لا يغرب
تقدموا وسبحوا المولود في آخر الأزمنة من البتول
وليضيء ميلاده اليوم في قلوبكم وحياتكم .
تقدموا فالنور والبركات متاحة للجميع ولمن يتقدم باستحقاق
لا تهملوا فرصة السجود للمولود بالجسد لأجلكم فالخير وفير ولو منظر المغارة يوحي بالفقر الشديد .
المغارة فقيرة ولكن من يرقد على المذود هو المعطي كل حي طعامه في حينه .
تقدموا فمن يدري هل نعيد الميلاد العام القادم أم لا
لا تهملوا فرصة خلاصكم فالخلاص نهر متدفق من المغارة
المغارة صغيرة ولكنها تكفي كل المستحقين لهذا النور البهي
أهلنا يا رب لحضور ميلادك اليوم عقليا ومتعنا ببركات هذا الميلاد نحن وشعبك المؤمن آمين