خطاب غبطة الكاردينال بيتسابالا أمام جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة الإفطار الرمضاني
خلال حفل افطار رمضاني دعى اليه جلالة الملك عبدالله الثاني القى غبطة الكاردينال بييرباتيتسا بيتسابالا خطابا أمام جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة الإفطار الرمضاني.
وقال فيه:
صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم
صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله المعظم
أشكركم على دعوتكم في هذا المساء لهذا الإفطار الرمضاني الذي يأتي مع بدء زمن الصوم بالنسبة للكنائس الشقيقة السائرة على التقويم اليولياني، وفي الأسبوع المقدّس للكنائس السائرة على التقويم الغريغوري.
لقد احتفلنا الأحد، أول أمس، بأحد الشعانين، وسرّنا في الموكب التقليدي الذي كان الحضور فيه جيدًا، ولكنه كان ناقصًا، وذلك لأنّ أهالينا وعائلاتنا ورعايانا لم تتمكن من المجيء كما كانت تفعل سنويًا. وكذلك قد افتقرنا إلى الحجاج، الإخوة والأخوات الذين كانوا يأتون إلينا من كافة أقطار العالم ليحيوا معنا هذا الأسبوع المقدّس.
من مدينة القدس، المدينة المقدّسة، حيث تلتقي أصوات الآذان مع أصوات الشعانين وصلوات الصوم، نرفع دعاءً واحدًا، وهو من أجل النيّة الغاليّة: السلام. السلام الذي مازال غائبًا، ولكن نُحيّي كل الجهود التي تبذل يوميًّا من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ومن أجل استتباب العدل والسلام في كل فلسطين، وفي العالم أجمع. وكذلك نتطلّع ليس فقط إلى نهاية ليلة غزة المظلم، ولكن لكي تجد الأسرة الدوليّة حلاً شاملاً للقضية الفلسطينية.
كلنا نؤيد جهود جلالة الملك المعظم بإرسال المساعدات الإنسانيّة إلى غزة. وإنّ المسيحيين في غزة يهدون إلى جلالتكم التحيّات والتقدير والشكر والعرفان على كلّ مساعدة قدّمها الأردن، وما زال، وسيقدمها، لنصرة إخوتهم وأخواتهم في غزة.
إنّ غزة جريحة، ولكنها تطمح إلى أن ترى فجر العدل والسلام.
إنّ المسيحيين في القدس على عددهم المتناقص لكنهم يعيشون بإخوة تاريخيّة مع إخوتهم المسلمين، ويرمون إلى أيام الحلّ النهائي في حل الدولتين، الذي يدعو إليه جلالة الملك.
إنّ البطريركيّة اللاتينيّة تجنّد كل مؤسّساتها وأفرادها للصلاة، وللمساندة في خدمة المجتمع، من خلال المدارس ومشاريع الإسكان،
ومن خلال كل مساعدة تقدّم إلى طلاب الجامعات من أجل أن نساعدهم على بناء مستقبل أفضل بإذن الله.
في الوقت الذي نهنىء فيه جلالتكم باليوبيل الفضي لجلوسكم السعيد ، ونحييكم على جهودكم الكبيرة في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، على مدار ربع قرن من العطاء الموصول، اننا كذلك في هذه الأيام نُحيي 10 سنوات على زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى الأردن، وإلى بيت لحم والقدس، ونؤكد على ما جاء في خطاب قداسته، هنا في الأردن، حينما قال: “معروف عنكم يا صاحب الجلالة بأنكم رجل سلام وصانع سلام” (من خطاب البابا فرنسيس خلال لقائه مع السلطات في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، 24 أيّار 2014).
وشكرًا.
Comments are closed.