إحتفال إنارة شجرة الميلاد المجيد في السفارة الفلسطينية

نورسات الاردن

بدعوة من مجلس العمل الفلسطيني في أبو ظبي وبالتعاون مع السفارة الفلسطينية استضافت السفارة احتفال إنارة شجرة الميلاد المجيد بمشاركة عدد من السفراء والرسميين ورجال الدين وأبناء الجالية الفلسطينية وأصدقائها، وكان لسيادة المطران غريغوريوس كلمة بالمناسبة جاء فيها:

أصحاب السعادة السفراء الأكارم
السيدات والسادة الأفاضل، الإخوة والأخوات
مساء الخير والبركات والنِعَم،
فيما يخرجُ العالمُ من محنةٍ كان لها آثارُها الواضحة على كلِّ مناحي الحياةِ ومجالاتِها وعلى كل المستويات، من الفردِ إلى العائلةِ، والمجتمعِ والعالمِ أجمع، أصرَّ رئيسُ مجلس العملِ الفلسطيني الأستاذ جمال مع أعضاءِ المجلسِ وبالتعاونِ مع السفارةِ الفلسطينيةِ أن نحتفلَ هذه السنة كالعادة بإضاءةِ شجرة الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح.
نضيء شجرةَ الميلادِ بأغصانِها الوارفةِ الخضراء لنقولَ معاً أننا أبناءُ الرجاءِ المتجدّدِ الذي لا يذبلُ ولا يشيخ، بل بالرغمِ من تحدّيات الأيامِ وظلماتِها يمتدُّ مشرئبّاً نحو النورِ مستمداً منه دفئاً وحياة.
نزيِّنُها بالهدايا وزينةِ العيد لنبثَّ فرحاً وجمالاً، علَّ حياتَنا تتزيَّنُ بالفضائلِ والإحسانات والأخلاقِ الحميدة فيتزيَّن بنا المجتمعُ والعالم
نزيِّنُها بالأنوار! لأنَّ في النورِ حياةً وبدونِه تذبلُ الحياةُ وتضمحل، ولأننا بالنور نرى وجهَ الآخر وبدونِه لا نميّزُ الوجوهَ ونفقد إمكانيةَ التواصلِ واللّقيا، وبالنور أيضاً نميّزُ الطريقَ ونحمي أنفسَنا من عِثاره.

ولكنَّ عيدَنا وفرحَنا لا تختزلُهُ شجرةٌ وأنوار على أهميةِ تعبيرِها ورمزيّتِها!
فالعيدُ عندنا حضرةُ اللهِ بين عيالِه، ومنه وبه يأخذُ الفرحُ والسلامُ معناه ومِلأَه. فرحاً ينعكس ابتسامةً عذبةً شفافة خالية من كل تصنّعٍ وتملقٍ ومراءاة، وسلاماً ينعكس تسامحاً وقبولاً للآخر المختلف إنساناً خلقَه الله وله قصدُه فيه.
العيد هو اجتماعنا من أطيافٍ ومذاهبٍ وأديان على المحبة والإخاء والتعاضد وهو أعظم تعبيرٍ عن الإيمان وأسطعُ دليلٍ على نضوج إنسانيتنا.
العيد هو تعانق القلوب وتلاقي الأفكار على اختلافها وتمايزها، حائكةً نسيجَ مجتمعٍ متجانسٍ، متناغم، متماسكٍ، وراقٍ.
فالعيدُ حضرةٌ ولقيا؛ حضرة إلهية ولقيا بشرية.
نحتفلُ أيضاً هذه السنة بالعيد الخمسين لتأسيسِ دولة الإمارات العربية المتحدة. الدولةُ التي أثبتت للعالم أن لا مستحيلَ في قاموسها، دولةٌ حققت خلال خمسين عاماً ما لم تحققْه الكثيرُ من الدول في تاريخها الطويل، دولةٌ بَنَت بحكمةِ حكّامها البشر أولاً ولم تتوانَ في بناءِ الحجر، دولةٌ لنا الحظُ بأن نكون من المقيمين فيها.
نهنِّئ أصحابَ السمو الحكامَ وكلَّ شعبِ الإمارات بهذا العيد وندعو أن يزيدَ الربُ الإماراتَ نمواً وازدهاراً وتطوراً.
كما نعايد جميع أبناء الجالية الفلسطينية في دولة الإمارات وكلِّ الشعب الفلسطيني متمنين لكم ولهم سنةً جديدة مليئةً بالخير والبركات الأرضية والسماوية. راجين أن يتغمدَ الربُ الإلهُ الشرق الأوسط عموماً وفلسطين خصوصاً بحمايته ورحمته.
كل عام وأنتم بخيرٍ وسلامٍ وفرح.

Comments are closed.